الثلاثاء 5 نوفمبر / November 2024

تساؤلات بشأن جدواه.. الجدل يتجدد حول نظام المجمع الانتخابي الأميركي

تساؤلات بشأن جدواه.. الجدل يتجدد حول نظام المجمع الانتخابي الأميركي

شارك القصة

مع انطلاق يوم الحسم في الانتخابات الرئاسية الأميركية يتجدد الجدل بشأن نظام المجمع الانتخابي
مع انطلاق يوم الحسم في الانتخابات الرئاسية الأميركية يتجدد الجدل بشأن نظام المجمع الانتخابي - غيتي
تصاعدت حدة التساؤل عن جدوى نظام المجمع الانتخابي الأميركي حيث ترى أوساط عديدة في هذا المجمع نظامًا جائرًا.

يعد المجمع الانتخابي أو الكلية الانتخابية إحدى الركائز الأساسية للنظام الانتخابي في الولايات المتحدة، حيث يلعب دورًا حاسمًا في تحديد الرئيس ونائبه، على عكس الانتخابات في معظم دول العالم، التي تعتمد على التصويت الشعبي المباشر.

ويوصف المجمع الانتخابي بأنه حلقة وصل بين أصوات الناخبين الشعبية واختيار القيادة التنفيذية، مما يثير نقاشات واسعة حول دوره وتأثيره في العملية الديمقراطية الأميركية.

ماذا نعرف عن المجمع الانتخابي؟

لدخول البيت الأبيض هناك طريق واحد لا غير يتم عبر المجمع الانتخابي، فهذا النظام يقود إلى انتخاب الرئيس الأميركي ليس بناء على التصويت الشعبي المباشر، بل عبر مجموعة من الناخبين يجري اختيارهم حسب النتائج في كل ولاية.

وأقر الدستور الأميركي هذا النظام نهاية القرن الثامن عشر بهدف تحصين السياسة من عواطف الرأي العام الجارفة.

ويقول أستاذ العلوم السياسية ناثانيل بيركهيد، إنّ "نظام المجمع الانتخابي صمم لحماية القرارات السياسية من تأثير الرأي العام المباشر".

ويضيف بيركهيد: "الآباء المؤسسون كانوا يخشون أن تكون العواطف الشعبية غير مستقرة، لذلك أوجدوا هذا النظام ليكون حاجزًا بين رغبات الناس والقرار النهائي"، وفق رأيه.

ويمثل هذا الحاجز في نظر منتقدي النظام عقبة أمام الممارسة الديمقراطية، فقاعدة "الفائز يحوز كل شيء" التي أسس عليها المجمعُ الانتخابي قد تؤدي إلى فوز مرشح لم يحصل على أغلبية الأصوات على المستوى الوطني.

‏هل يفتقد النظام إلى عنصر الشفافية؟

من جانبه، يرى الباحث في معهد كاتو والتر أولسون أنّ "المجمع الانتخابي ليس شعبيًا على الإطلاق؛ لا لدى الجُمهور ولا المتخصصين الذين يدرسون النظام".

ويقول أولسون: "من الطبيعيّ أن نتوقع فوز الشخص الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات، لكن المجمعَ الانتخابي لا يعكس هذه البساطة"، وفق قوله.

ومع اقتراب ساعة الحسم في السباق الرئاسي الحاليّ، تصاعدت حدة التساؤل عن جدوى هذا النظام. وترى أوساط أميركية عديدة في المجمع الانتخابيِّ نظامًا جائرًا، فهو يشجع على ظاهرة "الناخبين غير الملتزمين".

كما أن النظام يعطي أهمية كبرى للولايات المتأرجحة، مما يكرّس في نظر هذه الأوساط حالات الشك وعدم اليقين.

وفي هذا الإطار، يقول أستاذ دراسات الحوكمة في الجامعة الأميركية – واشنطن، كريس إديلسون: "لو كان هناك تصويت شعبي وطنيّ، فلن يهم من يفوز بأي ولاية. بل من سيفوز بأكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطني".

ويضيف إديلسون: "معظم الولايات تصوّت بوضوح إما لـ(كامالا) هاريس أو لـ(دونالد) ترمب، وهناك سبع ولايات فقط مغلقة تعتمد على استطلاعات الرأي، لذا فهذه هي الولايات المهمةُ التي تؤدي إلى نتيجة غريبة.

ويؤكد خصوم هذا النظام أيضًا افتقاده عنصر الشفافية، كما أنه يضعف مستوى الثقة به، بينما يجادل مؤيدوه بالقول: إنه آلية فريدة لتوزيع السلطات وضمان عدم تهميش الولايات الصغيرة.

وليست الانتقادات وحدها ما يحيط بنظام المجمعِ الانتخابي أو الكلية الانتخابية، بل الجدل أيضًا، فهو نظام وضع ليوازن بين رغبة الشعب من جهة ومصالح الولايات المختلفة من جهة أخرى، مانحًا بعض الولايات الصغيرة أو المتأرجحة وزنًا أكبر من غيرها.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close