أعادت عملية اغتيال 3 قادة من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، ملف الاغتيالات الإسرائيلية بحق القيادات والنشطاء الفلسطينيين للواجهة من جديد.
وتعتمد إسرائيل سياسة الاغتيالات في عدوانها على الشعب الفلسطيني منذ النكبة حتى يومنا هذا، مستهدفة قادة المقاومة الفلسطينية أينما وجدت، ومن بين القادة الذين طالتهم يد الاحتلال أحمد الجعبري وبهاء أبو العطاء وخالد منصور.
وفجر اليوم الثلاثاء، اغتالت إسرائيل في عدوان مباغت على قطاع غزة، 3 من قادة سرايا القدس، وهم جهاد شاكر الغنام، أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، وخليل صلاح البهتيني، عضو المجلس العسكري قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، وطارق محمد عز الدين وأحد قادة العمل العسكري بالضفة الغربية".
فما هي أبرز الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل؟
في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، طالت سياسات الاغتيال الشهيد أحمد الجعبري، جرّاء إطلاق نار من طائرة أثناء سفره بسيارته.
والشهيد أحمد الجعبري، هو أحد أبرز قادة القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
يطلق عليه "رئيس أركان حركة حماس"، وعين الجعبري قائدًا ميدانيًا لكتائب القسام في غزة، وكان من أهم المطلوبين للاحتلال، حيث تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن عدد كبير من العمليات ضدها، ونجا من عدة محاولات اغتيال.
وكان الرجل قد أصبح المطلوب الرئيس لإسرائيل، بعد أسر الجندي جلعاد شاليط وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وتمكن طيران الاحتلال من اغتياله عبر قصف سيارته عام 2012.
حينها ردّت حماس على الاغتيال بإطلاق صواريخ على إسرائيل، فشنّت الأخيرة عدوانًا وحشيًا على القطاع استمر 10 أيام.
الشهيد رائد العطار
استشهد رائد العطار، وهو عضو المجلس العسكري للقسام، برفقة ناشطين آخرين في 21 أغسطس/ آب 2014، في استهداف منزل في محافظة رفح.
وحسب القسام، فإن رائد العطار، هو من أبرز المؤسسين لكتائب القسام، ومن قام بتطوير بنية الجهاز العسكري للكتائب، بدءًا من البندقية ووصولًا إلى الصواريخ وأنفاق المقاومة.
وتم تعيين العطار قائدًا للواء رفح في كتائب القسام وعضوًا في المجلس العسكري.
وقد شهد لواء رفح تحت إمرته -كما تقول كتائب القسام-حرب الأنفاق وعملية "الوهم المتبدد"، التي تم خلالها أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في عام 2006.
وكانت إسرائيل تضع "العطار" على قائمة أبرز المطلوبين، للاغتيال والتصفية.
ويُصنفه جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) بأنه أحد أقوى رجال قادة "القسام"، وأنه المسؤول عن منطقة رفح عسكريًا بأكملها، كما تتهمه ببناء منظومة أنفاق المقاومة.
الشهيد محمد أبو شمالة
استشهد محمد أبو شمالة، وهو عضو المجلس العسكري للقسام، ومن أبرز مؤسسي جهازها العسكري 21 أغسطس/ آب 2014، حين استهدفته طائرة حربية إسرائيلية أثناء وجوده في منزل في محافظة رفح.
وشارك أبو شمالة في العديد من العمليات الجهادية، وعمليات ملاحقة وتصفية العملاء في الانتفاضة الأولى، وشارك في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، حسب "القسام".
ووضعت إسرائيل أبو شمالة، على قائمة أبرز المطلوبين لأجهزة المخابرات الإسرائيلية منذ العام 1991.
ونجا أبو شمالة من أكثر من محاولة اغتيال كان أبرزها عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي مخيم "يِبْنا" في رفح، وحاصر منزله قبل أن يدمره بمتفجرات وضعت بداخله في مطلع صيف عام 2004.
وفي عام 2003 أصيب بجروح جراء غارة جوية استهدفت مركبة قفز من داخلها قرب مشفى الأوروبي شمال شرق رفح، وفق مصادر في حركة حماس حينها.
وتتهم إسرائيل أبو شمالة إلى جانب العطار ببناء منظومة عسكرية واسعة ونوعية في رفح.
الشهيد بهاء أبو العطا
استشهد القيادي الميداني في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا وزوجته في غارة جوية استهدفت منزله شرقي قطاع غزة في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2019.
وكان "أبو العطا"، المُكنى بـ"أبو سليم"، يشغل منصب قائد "سرايا القدس"، في المنطقة الشمالية لقطاع غزة.
وكان "أبو العطا"، قد تعرض لثلاث محاولات اغتيال إسرائيلية، كان آخرها خلال العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة صيف عام 2014.
والتحق "أبو العطا" في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، عام 1990، وتدرج في العمل التنظيمي "حتى أصبح قائدًا للمنطقة الشمالية في سرايا القدس".
الشهيد تيسير الجعبري
اغتالت إسرائيل تيسير الجعبري قائد لواء الشمال في السرايا 2 أغسطس/ آب 2022، أثناء عملية عسكرية مفاجئة وواسعة على قطاع غزة.
والشهيد تيسير محمود الجعبري، المعروف باسم "أبو محمود"، هو من مواليد حي الشجاعية في مدينة غزة العام 1972.
وشغل عدة مهام في حركة الجهاد الإسلامي، من بينها مسؤول المنطقة الشمالية في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وعضو مجلسها العسكري.
وأفاد مراسل "العربي" في وقت سابق، بأن تيسير الجعبري هو واحد من بين خمسة تقريبًا يديرون المجلس العسكري للجهاد على مستوى قطاع غزة.
الشهيد خالد منصور
استشهد خالد منصور، قائد المنطقة الجنوبية في السرايا 6 أغسطس 2022، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً دمرته على ساكنيه في حي الشعوت بمخيم رفح جنوب قطاع غزة.
وخالد منصور من مواليد مدينة رفح جنوب القطاع، انضم إلى حركة الجهاد الإسلامي عام 1987، وعمل في أجهزتها العسكرية الأولى، حيث كان عضوًا في الجناح العسكري للحركة حينها الذي عرف بـ"القوى الإسلامية المجاهدة".
ويعد منصور من أهم القيادات الذين بلوروا الهيكلية العسكرية لسرايا القدس ونظموا صفوفها.
ولعب خالد منصور دورًا مهمًا في تطوير البنية التحتية العسكرية لسرايا القدس، خصوصًا في مجال تصنيع الصواريخ المحلية، كما وجهت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو له سابقًا اتهامات بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه أسدود وعسقلان.
وكانت تربطه علاقة جيدة مع الأجنحة العسكرية لمختلف فصائل المقاومة الفلسطينية.
ويتهم الاحتلال منصور بالتخطيط والإشراف على عدد من العمليات العسكرية التي انطلقت من قطاع غزة.
أبرز عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في قطاع #غزة 👇#فلسطين pic.twitter.com/gTg1qYK3na
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 9, 2023
وحسب الموقع الرسمي لسرايا القدس فقد تعرض منصور لعدة "محاولات اغتيال باءت جميعها بالفشل".
ويعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي خالد منصور من "أخطر المطلوبين" ضمن تشكيلات سرايا القدس، حيث وضع اسمه إلى جانب اسم قائد أركان "سرايا القدس" أكرم العجوري، الموجود خارج غزة، واسم القائد السابق للمنطقة الشمالية بهاء أبو العطا الذي اغتيل عام 2019.