كشف تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أجرته على مدى عام كامل، عالمًا سفليًا وقاتمًا "تتسلى" فيه مجموعة من البشر بتعذيب القرود وبنشر مقاطع فيديو على مجموعات وسائل التواصل تجمع مئات الأشخاص من عدة جنسيات.
وقد تبيّن أن معظم هذه المقاطع كان مصدرها إندونيسيا، ويقوم أشخاص بتصويرها لمجرد "تسلية الساديين" في الخارج عبر إيذاء هذا الحيوان وتعذيبه وأحيانًا قتله.
ونقلت "بي بي سي" عن أجيس، وهو صانع محتوى إندونيسي لتعذيب القرود، قوله إنه "أراد أن يكون لديه الكثير من المشاهدين، لأنه بعد ذلك يمكنه الحصول على المال من إعلانات يوتيوب". وأضاف: "كان العملاء الأجانب مرضى نفسانيون، لكني جنيت منهم ما يكفي لشراء سيارة جديدة".
توقيف أشخاص وتحقيقات
وتُستخدم خلال عمليات تعذيب القرود المطارق والبراغي والكماشات وآلات كهربائية وأحماض. كما يجري ضرب القرد الصغير على الجدران وصفعه.
وقد تطورت لدى بعض القرود تشنجات لا إرادية بسبب الفزع الشديد الذي تتعرّض له، كأن تمسك رؤوسها بأياديها أو أن تهرب بصورة مسعورة عند محاولات الإمساك بها، بينما تُقابل هذه المقاطع بالضحك والسخرية من قبل هؤلاء "الساديين".
"براغي وكلاليب وضرب على الحيطان".. تحقيق يكشف شبكة دولية من "الساديين" لتعذيب قرود المكاك الصغيرة pic.twitter.com/ea7ZrP6fAk
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) June 20, 2023
ويخضع ما لا يقل عن 20 شخصًا للتحقيق في أنحاء العالم من بينهم 3 نساء يعشن في المملكة المتحدة اعتقلتهن الشرطة، ورجل في ولاية أوريغون الأميركية وُجهت إليه لائحة اتهام منذ أيام.
وبحسب "بي بي سي"، يأتي من بين المشتبه بهم الرئيسيين في القضية امرأة من ألاباما كانت تُعرف باسم "السادية". وبينما عثرت وزارة الأمن الداخلي على نحو 100 مقطع تعذيب على هاتفها، فإن المرأة دفعت أموالًا مقابل إنشاء بعض المقاطع الأكثر تطرفًا.
إلى ذلك، اعترف زعيم عصابة بأنه كان مسؤولًا عن موت 4 قرود على الأقل، وتعذيب كثيرين آخرين. وقال إنه أمر بتسجيل مقاطع فيديو "شديدة الوحشية".
ونشطت مجموعات تعذيب القرود أساسًا عبر يوتيوب وفيسبوك وتلغرام. ويضم بعضها أحيانًا أكثر من 1000 عضو. وقد قال فيسبوك إنه حذف المجموعات التي لُفت نظره إليها.
بدوره، حذف يوتيوب مئات الآلاف من مقاطع الفيديو، وأغلق آلاف القنوات لانتهاكها سياسات الشركة المتعلقة بالعنف.