تشاووش أوغلو في موسكو.. لافروف يحدد شروط لقاء بوتين وزيلينسكي
وصل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الأربعاء، إلى موسكو، والتقى مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وقال في مؤتمر صحافي مشترك: إن الحرب في أوكرانيا يجب أن تتوقف، وإن أنقرة ستواصل جهود السلام للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف للصحافيين بعد اجتماع مع لافروف، أن بلاده، العضو في حلف شمال الأطلسي، تأمل في أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتحقيق خطوة للأمام صوب سلام دائم.
وشدّد تشاووش أوغلو على ضرورة أن تتوقف الحرب، قائلًا: "يجب ألا يموت الناس. لقد أتيت إلى موسكو اليوم بهذا التصور".
ومضى الوزير التركي قائلًا: "عبرنا عن بواعث قلقنا بكل صدق وقمنا بدورنا في تخفيف التوتر وفتح المجال للدبلوماسية، نود أن نستضيف اجتماع الرئيسين بوتين وزيلينسكي عندما يصل الوضع إلى تلك المرحلة، من أجل وقف دائم لإطلاق النار".
بدوره اعتبر لافروف، أنه لا توجد عقبات تحول دون عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي، لكن لن يتم عقد مثل هذا الاجتماع إلا لإبرام اتفاق محدّد.
وأوضح أن لقاءه مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا جرى بناء على طلب كييف، مبينًا أنه يرحب بمواصلة المشاورات بهذا الشكل.
وطرحت موسكو أخيرًا فكرة أن تكون أوكرانيا دولة محايدة تجاه التكتلات والتحالفات، مثل النمسا أو السويد، بحيث يشكل هذا حلًا وسطًا محتملًا في المحادثات مع كييف.
لكن هذا الطرح رفضته أوكرانيا وطالبت بضمانات أمنية مطلقة في وجه روسيا يتعهد الموقعون عليها بالتدخل إلى جانب أوكرانيا في حال حصول عدوان.
والسويد، التي تعد رسميًا من دول عدم الانحياز، ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي، لكنها شريكة مع التحالف العسكري منذ منتصف التسعينيات وقد اقتربت منه تدريجيًا في السنوات الأخيرة، وتخلت عن حيادها عند انتهاء الحرب الباردة.
أما النمسا فهي محايدة ولا يمكنها إرسال جنود إلى ميادين الحروب خارج إطار مهمات الأمم المتحدة.
روسيا ترحب بالدور التركي
كما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن تقدير بلاده لعدم مشاركة تركيا في العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على روسيا.
ولا تزال العقوبات الغربية على روسيا تتوالى من غير توقف، مع إحجام موسكو عن الاستجابة لكل الدعوات لوقف حربها المستمرة منذ 20 يومًا على أوكرانيا.
فقد حظر الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، تصدير الشمبانيا والسيارات الفارهة والأزياء الراقية والإلكترونيات الباهظة الثمن والمعدات الرياضية إلى روسيا.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط ترمي لانضمام هذه الأخيرة إلى كيانات عسكرية؛ بينها حلف شمال الأطلسي، كما تشترط التزام كييف بالحياد التام.
وخاض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا الأسبوع الماضي، جولة محادثات في تركيا لأول مرة بعد الهجوم الروسي فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، وجاءت استكمالاً لجولتين سابقتين خاضها المفاوضون من موسكو وكييف، أسفرت عن تحقيق خرق حول الممرات الإنسانية لعبور الأوكرانيين من مناطق القتال نحو الحدود الأوروبية.
ولفت تشاووش أوغلو، إلى أن أولوية بلاده هي إجلاء المواطنين الباقين في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، بعد أن غادر بالفعل أكثر من 15 ألف تركي البلاد، الواقعة إلى الشمال على الجانب الآخر من البحر الأسود.