أحيا فلسطينيون في غزة اليوم الخميس، الذكرى 47 لـ"يوم الأرض الوطني"، الذي يوافق 30 مارس/ آذار من كل عام. من خلال أنشطة نظمتها فصائل فلسطينية في مناطق مختلفة من القطاع.
فقد نظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي (تضم الفصائل باستثناء حركة فتح) مهرجانًا وطنيًا إحياءً ليوم الأرض بالقرب من الحدود الشرقية لمدينة غزة.
وشارك في المهرجان مئات المواطنين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب على بعضها "وطن واحد"، فيما تخلله عروض فنية.
وأطلقت عناصر جيش الاحتلال المتمركزة قرب حدود مدينة غزة، قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في المهرجان.
وكان مراسل "العربي" في غزة قد أكد وقوع عدد من الإصابات خلال إطلاق قنابل الغاز والرصاص تجاه مواطنين على حدود غزة الشرقية خلال الفعالية.
أهمية الوحدة الوطنية
وقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خالد البطش، في مؤتمر عُقد خلال المهرجان، عبر كلمة نيابة عن الفصائل المشاركة: "إن الوحدة الوطنية في ميدان المواجهة ضرورة في ظل المتغيرات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والعالم".
وأشار إلى أنه "يجب بناء مرجعية وطنية وصولًا لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، لتعود إلى دورها الذي انطلقت من أجله وهو العودة والتحرير ومقاتلة المحتل".
وتعاني الساحة الفلسطينية منذ صيف 2007 من انقسام سياسي وجغرافي، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من جانب حكومة شكلتها حركة "فتح" بقيادة الرئيس محمود عباس، ولم تفلح وساطات واتفاقات عديدة حتى الآن في تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية.
#صور| إحياء فعاليات ذكرى يوم الأرض وزراعة أشجار الزيتون شرق مدينة #غزة. pic.twitter.com/dpxR7Utoed
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) March 30, 2023
وجدد البطش تأكيد الفصائل على "أهمية المقاومة"، قائلًا: "طريق التحرير يمر عبر فوهات البنادق ووحدة الخندق والبندقية".
وحذر من محاولات إسرائيلية لـ"شطب المدن الفلسطينية التاريخية في الداخل وخنقها والتضييق عليها".
كما شدد على رفض الفصائل "لكافة مخرجات العملية السياسية التي تنتزع الحق الفلسطيني".
"حرس في وجه الفلسطينيين"
وأشار البطش في كلمته إلى أن المصادقة الإسرائيلية على "تشكيل الحرس الوطني يستهدف بشكل أساسي الفلسطينيين وسيكون سيفًا مسلطًا على رقابهم ما يؤدي لسفك المزيد من الدماء البريئة سواء في الضفة أو الداخل أو القدس".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، أنه أعطى "الضوء الأخضر" لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لتشكيل "الحرس الوطني" من متطوعين وعناصر أمن وجنود سابقين لمواجهة الفلسطينيين.
من جهته، قال رئيس حزب "التجمع الوطني" سامي أبو شحادة، في كلمة مسجلة تم بثها خلال المهرجان: "تأتي هذه الذكرى وسط حكومة إسرائيلية يمينية خطيرة على مستقبل القضية".
وأضاف: "لكنها في نفس الوقت تعد فرصة مع الكثير من التحديات لإعادة العمل بشكل أقوى وأكبر لوضع القضية على جدول أعمال الساحة الدولية".
ودعا الفلسطينيين إلى "تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والتوحد والالتفاف حول المطالب الوطنية ووضع استراتيجية وطنية للتقدم في القضية الفلسطينية".
وفي منطقة "جحر الديك" وسط قطاع غزة، نظمت وزارة الزراعة الفلسطينية (تديرها حركة حماس)، فعالية وطنية إحياءً لذكرى يوم الأرض، تخللها زراعة العشرات من أشجار الزيتون.
📹 متابعة صفا| مسيرة مركزية لإحياء ذكرى يوم الأرض في سخنين بالجليل الأسفل pic.twitter.com/TGqfpLq8IK
— وكالة صفا (@SafaPs) March 30, 2023
وقال المتحدث باسم الوزارة أدهم البسيوني: "هذه الفعالية تأتي في إطار إحياء يوم الأرض الخالد في نفوس الفلسطينيين ونقل المعرفة للأجيال بشأن التضحيات الذي بذلها الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنوات".
وأوضح أن هذه الذكرى تتزامن مع "زيادة وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأراضي والمزارعين الفلسطينيين".
وأشار إلى أن هذه الفعالية تم تنظيمها داخل أرض تعرضت في فترة سابقة للتجريف والتخريب الإسرائيلي. ولفت إلى أن تشجير الأرض "يرسخ أسمى معاني ارتباط الفلسطينيين بأرضهم".
"مسيرة سخنين"
وداخل الخط الأخضر، تم تنظيم مسيرة جابت شوارع مدينة سخنين وصولًا إلى النصب التذكاري لـ"شهداء يوم الأرض".
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ووضع الشبان والشابات الكوفية الفلسطينية.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات "للشهداء والأقصى (المسجد)"، و"لا نحيد عن أرضنا لا نحيد عن أقصانا"، و"العلم الفلسطيني علمنا" و"حرية حرية".
تقدم المسيرة خيالة يحملون الأعلام الفلسطينية كما تزين النصب التذكاري بها وصدحت في محيطه الأغاني الوطنية الفلسطينية.
ويُحيي الفلسطينيون سنويًا في 30 مارس/ آذار ذكرى "يوم الأرض"، الذي تعود أحداثه إلى عام 1976 حينما صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين داخل إسرائيل، مما فجّر احتجاجات خلفت قتلى وجرحى.