وسط توتر متصاعد مع الصين، تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مطالبة الكونغرس بالموافقة على بيع أسلحة بقيمة 1.1 مليار دولار لتايوان، تشمل 60 صاروخًا مضادًا للسفن و100 صاروخ جو-جو، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" نقلًا عن مصادر.
وتؤكد إدارة بايدن والمشرعون الأميركيون على دعمهم المستمر لحكومة تايبه.
وسينصب التركيز على دعم أنظمة تايوان العسكرية والوفاء بالطلبيات الحالية، بدلًا من تزويد الجزيرة بقدرات جديدة من المرجح أن تؤجج التوتر الشديد بالفعل مع الصين، وفقًا لثلاثة مصادر طلبت عدم الكشف عن هوياتها بسبب حساسية المسألة.
وفي 12 أغسطس/ آب، أعلنت واشنطن عزمها على تعزيز العلاقات التجارية مع تايوان، مؤكدة حقها في التحرك بحرية جوًا وبحرًا في المضيق الذي يفصل الجزيرة عن الصين، ردًا على سلوك بكين "الاستفزازي".
وكانت الصين أجرت أكبر مناوراتها الحربية حول الجزيرة المتمتعة بحكم ديمقراطي عقب زيارة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي هذا الشهر. ولم تستبعد بكين استخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها.
ومنذ زيارة بيلوسي لتايوان، أبدت الصين ردة فعل عنيفة وشرعت بمناورات عسكرية ضخمة، قالت بكين عنها إنها تعتزم إجراء مثل هذه التدريبات بانتظام، في وقت تشير فيه الأحداث المتسارعة إلى اقتراب صراع مسلح، إذا انزلقت الأمور وداس الجيش الصيني أرض تايوان.
ورفضت الصين أمس الإثنين شكاوى تايوان من تكرار تحليق الطائرات الصينية المسيرة بالقرب من جزر تسيطر عليها تايبه ووصفتها بأنها "لا تستحق (إثارة) هذه الضجة.
وأثار هذا غضب تايبه التي ردت قائلة "هناك مقولة صينية قديمة مفادها أن الأشخاص الذين لم توجه لهم دعوة يطلق عليهم لصوص".
توتير في مضيق تايوان
في غضون ذلك تتسارع حدة التوتر في مضيق تايوان، بعد أن أعلنت البحرية الأميركية أمس الأحد عبور سفينتين حربيتين، في أول خطوة من نوعها منذ أن أجرت الصين مناورات عسكرية غير مسبوقة على تخوم الجزيرة.
وفي الوقت الذي يشهد فيه مضيق تايوان توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، أكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الأحد، أن عبور سفينتين حربيتين أميركيتين مضيق تايوان خطوة تتماشى مع مبدأ "الصين الواحدة".
وفي حديث لـ"العربي"، قال الباحث في العلوم السياسية في جامعة واشنطن عاطف عبد الجواد: إن السفن الأميركية التي تعبر مضيق تايوان، تقوم بذلك من مبدأ حرية العبور في المياه الدولية، لافتًا إلى وجود سبب آخر لدى واشنطن هذه المرة وهو أن حكومة جزر سليمان وبإيعاز من الصين رفضت استقبال قطع من حرس السواحل الأميركي ورفضت تزويدها بالوقود.
ولا ترتبط واشنطن بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها.
وكانت تايبيه اتّهمت بكين باستغلال الزيارة التي قامت بها إلى الجزيرة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أكبر مسؤول أميركي منتخب يزور الجزيرة منذ عقود، ذريعة لإجراء مناورات تحاكي غزوًا لأراضيها.
وتقول الصين إن تايوان هي القضية الأهم والأكثر حساسية في علاقاتها بالولايات المتحدة.
وتنتقد بكين أي إجراء دبلوماسي قد يضفي شرعية على تايوان، واتبعت نهجًا عدائيًا بشكل متزايد ردًا على زيارات المسؤولين والسياسيين الغربيين.