تشهد الساحة السياسية الليبية حراكًا دبلوماسيًا للتغلب على الصعوبات التي تواجه تنظيم الانتخابات المقررة نهاية العام الحالي.
وقام سفير الولايات المتحدة ومبعوثها لدى ليبيا ريتشارد نورلند بزيارة بعض الدول الإقليمية المعنية بالشأن الليبي، بهدف تخفيف حدة الخلافات وإجراء الانتخابات وإزالة كل ما من شأنه التهديد بنسف خارطة الطريق الأممية.
وبدأ الحراك بالضغط على السياسيين الليبيين لحل الأزمات العالقة بينهم لكن النتائج الأولية لهذه الضغوط غير مشجعة بحسب كثير من الأطراف.
ورأى عضو مجلس النواب الليبي عبد السلام نصيبة أن تحركات نورلند هي محاولة غير جادة لتهيئة الظروف للمشهد السياسي المقبل.
واعتبر نصيبة في حديث إلى "العربي" من طرابلس بأن المبعوث الأميركي يرى الأزمة في التنافس على مكاسب السلطة، في حين أن هناك قضايا كبيرة تهم الليبيين منسية.
من جهته، أكد رئيس حزب التغيير في ليبيا جمعة القماطي أن الدور الأميركي مهم والتنسيق مع تركيا ومصر مهم، مشيرًا إلى ضرورة جعل روسيا دافعة في الاتجاه نفسه.
اتهامات بالعرقلة والمماطلة
وقلل الباحث السياسي سامي العالم من أهمية التحركات الأميركية والأممية بشأن ليبيا، قائلًا إنها تهدف إلى إنقاذ موقف بعثة الأمم المتحدة والدول الغربية، ومتهمًا إياها بأنها لا تريد انتخابات في ليبيا.
وقال العالم في حديث إلى "العربي" من طرابلس: "لو كانت الأمم المتحدة تريد الانتخابات لكانت عاقبت المعرقلين لكنها اجتمعت معهم في مصر للبحث في إنجاز تسوية جديدة".
وتساءل العالم عن سبب عدم معاقبة خليفة حفتر من قبل الأميركيين، مشيرًا إلى أنه أعلن في 9 أغسطس/ آب أنه لن يخضع لأي سلطة سياسية إلا إذا كانت منتخَبة، ومتهمًا إياه بعرقلة الانتخابات.
وذكّر العالم بموقف نورلند المتعلق بقدرة حفتر على الإسهام في إعادة بناء الجيش مستغربًا تجاهل الدول المتدخلة بالحل السياسي للعرقلة التي يتحمل مسؤوليتها حفتر.
وقال العالم: إن التحركات الأميركية ليست في الاتجاه الصحيح، ولو كانت كذلك لعاقبت خليفة حفتر وأبعدته عن المشهد السياسي لكنها لا تفعل ذلك.
