شهدت نسخة كأس العالم قطر 2022، حتى اليوم، 56 مباراة حملت الكثير من التشويق والحماسة، في نسخة أبهرت العالم من حيث التنظيم المحكم، والأجواء الاستثنائية التي نالت إعجاب الجماهير من مختلف أنحاء العالم.
وتخطى مونديال قطر الحدث الرياضي ليوجّه رسالة حضارية وصلت العالم كله، حيث قال غانم المفتاح السفير الرسمي للمونديال، والذي شارك والنجم الهوليوودي مورغان فريمان حفل الافتتاح في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن "البطولة كانت فرصة للعالم من أجل التعرف على ثقافتنا، وقدرتنا على تنظيم هكذا بطولة، تكون متاحة للجميع".
بطولة استثنائية في قطر
وكانت شبكة النقل الجوي على أعلى مستوىـ فمع وصول 2.5 مليون زائر خلال هذه الفترة إلى مطار حمد الدولي، لم تسجل أي مشكلة وكذلك في تنقلاتهم الداخلية في البلاد، بين الملاعب ومقار إقامتهم، وتجاوزت الحركة الجوية منذ بدء البطولة إلى الآن 15 ألف حركة.
واستوعبت محطات المترو الحديثة 707 آلاف راكب يوميًا، سنحت الفرصة للكثر منهم لمشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد.
واكتشفت الجماهير 8 ملاعب فريدة من نوعها وبمواصفات عالية، مزجت بين الموروث الشعبي والثقافة القطرية وفن المعمار، سنحت لها متابعة المباريات التي حملت الكثير من الإثارة والتشويق.
الفيفا يشيد بدور المجموعات
ووصف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" جياني إنفانتينو دور المجموعات في نهائيات البطولة بأنه "الأفضل على الإطلاق"، وذلك بناء على النتائج المفاجئة التي شهدتها مباريات هذا الدور.
وأضاف: "لقد قدمت المباريات كرة قدم جيدة جدًا، داخل ملاعب من أروع ما يكون. لقد كنا نعلم ذلك من قبل. لكن فضلًا عن ذلك، فإن الجمهور كان مدهشًا، وقد كان متوسط عدد المتفرجين 51 ألفًا".
ووفرت قطر مناطق مخصصة للمشجعين في سوق واقف والكورنيش وحديقة البدع، ودرب لوسيل، والحي الثقافي كاتارا، حيث التقت الجماهير من مختلف البلدان على فعاليات فنية وثقافية أرضت جميع الأذواق، في بيئة نظيفة بالكامل.
المونديال "الصديق"
وقال مدير تحرير صحيفة "الوطن" القطرية، فهد العمادي، في حديث إلى "العربي"، إن ثمة إجماعًا على أن البطولة الحالية في قطر هي نسخة استثنائية لأسباب عديدة أولها عامل المساحة الواحدة التي ضمت 8 ملاعب متقاربة، وكذلك تعتبر بطولة صديقة للبيئة وللعائلة، ولا سيما وسط الإشادات بالأمن والأمان اللذين خيما على أجواء المونديال.
بدوره، رأى المدرب والمحلل الرياضي منتصر الوحيشي، في حديث إلى "العربي"، أن ما ميّز البطولة هو عدم تفويت أي من التفاصيل الصغيرة، حيث كان التنظيم يلم بأدق الأمور والحاجيات ومستلزمات البعثات المشاركة.
وأشار الوحيشي إلى مستوى كبير ظهرت عليه المنتخبات المشاركة خلال المنافسات، وعزا ذلك إلى الراحة التي تمتعت بها جراء عدم السفر من مدينة إلى أخرى كما جرت عليه العادة في النسخ الماضية، ولهذا أهمية كبيرة على المستويين الذهني والفني.
