بعد إجلائه إلى قطر من غزة لا يزال الطفل الفلسطيني محمود يوسف عجور (9 أعوام) يحلم بأن يصبح طيارًا ذات يوم على الرغم من بتر ذراعيه، بعد إصابته في هجوم صاروخي إسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.
وفي شقة صغيرة في العاصمة القطرية الدوحة تساعد والدة عجور طفلها على ارتداء الزي المدرسي ببطء استعدادًا للمدرسة. وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت لتزويده بطرفين صناعيين.
وقال الطفل: إن "الصاروخ أصابه بينما كان يغادر منزله في غزة في ديسمبر/ كانون الأول بصحبة والديه".
من جهتها، تشرح أمه أنه خضع لجراحة في غزة تحت تأثير مخدر محدود، واستيقظ من العملية ليجد نفسه يعاني من آلام شديدة ومبتور الذراعين.
لكن مع ذلك فقد صار ممن حالفهم الحظ وتمكنوا من الفرار من القطاع المنكوب حيث تم تدمير كثير من المستشفيات، ويقول الأطباء إنهم يضطرون في كثير من الأحيان إلى إجراء عمليات جراحية دون أي تخدير أو مسكنات للألم.
الطفل محمود عجور يحلم بإمساك الكرة بين يديه
ويتوق الطفل محمود عجور إلى قطاع غزة الذي كان ينبض بالحياة قبل الحرب على الرغم من انتشار الفقر وارتفاع معدلات البطالة في واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم.
وقال عجور الذي دُمر منزله في القصف: "أتمنى أن ترجع غزة كما كانت جميلة سابقًا".
وفي المدرسة الفلسطينية التي تأسست قبل فترة طويلة في الدوحة، يجلس عجور منتظرًا بصبر عندما يدون زملاؤه الدروس ليرفع فقط صوته معهم عند الإجابة على أسئلة المعلم.
وترى أخصائية علم النفس بالمدرسة، حنين السلامات، في عجور مصدر إلهام وتقول: "نشعر أننا نستمد القوة منه".
ويرفض الطفل محمود عجور الاستسلام للقيود الجسدية ويقول بثقة: "سأجرب كل شيء، سأكون طيارًا في المستقبل... ألعب كرة القدم مع أصدقائي، وأتمنى أن يتم تزويدي بيدين صناعيتين لأعود إلى اللعب كما كنت أفعل سابقًاـ وأمسك الكرة بين يدي".