تشييع الشهيد معطان في برقة.. فلسطين: جرائم المستوطنين نتيجة للإفلات من العقاب

شيّع الفلسطينيون، اليوم السبت، جثمان الشهيد قصي معطان (19 عامًا) إلى مثواه الأخير، في قرية برقة شرق رام الله، بعد استشهاده، أمس الجمعة، برصاص مستوطنين خلال اعتدائهم على أراضي القرية.

وأفاد مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة بأنّه عند الساعة السادسة والنصف من مساء أمس الجمعة، توجّه عشرات المستوطنين من البؤرة الاستيطانية المقامة على الأراضي الفلسطينية الخاصة لأهالي بلدة برقة، لرعاية عشرات الأغنام في الأراضي الفلسطينية الخاصة في البلدة، وخرّبوا المزروعات فيها، وأحرقوا سيارات الفلسطينيين هناك.

وأضاف مراسلنا أنّه عقب ذلك، اندلعت مواجهات بين المستوطنين وأهالي البلدة، فأطلق المستوطنيون النار على الفلسطينيين ما أدى إلى استشهاد معطان وجرح آخرين.

وأكد مراسلنا أن المسؤول الإسرائيلي عن تلك المنطقة وصل إلى موقع الجريمة بعد ثلاث ساعات من حصولها، حيث كان الأهالي خلال تلك المدة يتعرّضون لاعتداءات المستوطنين.

الخارجية الفلسطينية تدين جرائم المستوطنين

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اعتداءات وجرائم المستوطنين ضدّ الفلسطينيين العزل في قرية برقة شرق رام الله، والتي أدت إلى استشهاد الشاب معطان.

وأوضحت الخارجية، في بيان مساء الجمعة، أنّ "مرور عمليات الحرق السابقة دون عقاب حقيقي، أكانت عملية حرق الطفل أبو خضير أو عائلة دوابشة، وحوارة، وأم صفا، وترمسعيا، وبورين وغيرها، حفّز المستوطنين على اقتراف المزيد من هذه الجرائم، وبتحريض مباشر من وزراء الحكومة اليمينية المتطرّفة برئاسة بنيامين نتنياهو أمثال ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وأتباعهما".

وأشارت إلى أنّ "هذه الاعتداءات والجرائم جزء من منظومة عمل رسمية متكاملة تُشرف على توظيف ميليشيات المستوطنين لتهجير الفلسطينيين وسرقة أراضيهم، في توزيع واضح للأدوار بين المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال، وبين الجمعيات الاستيطانية والمنظمات التخريبية اليهودية، بهدف توسيع السيطرة ووضع اليد على مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية وبشكل خاص في المناطق (ج)، عبر إقامة بؤر استيطانية جديدة وفرض أمر واقع عبر الترهيب بقوة الاحتلال، بهدف تحقيق المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري في ضم الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية".

وحذّرت الخارجية من تداعيات ونتائج تلك الاعتداءات والجرائم على الأوضاع برمتها، محملة حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاعتداءات، ومطالبة جميع الجهات الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها والقيام بما يتطلبه منها القانون الدولي في حماية الشعب الفلسطيني.

استعدادات للرد

وأكدت أنها تتابع انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه مع الدول والجهات الدولية كافة، وخاصة مع المحكمة الجنائية الدولية بهدف فضح الاحتلال وجرائمه، وصولًا إلى تحقيق دولي جدي في تلك الجرائم ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين وعناصر المستوطنين الإرهابية.

وذكر مراسلنا أنّ الجيش الإسرائيلي أصدر بيانًا اليوم السبت، أعلن فيه اعتقال مستوطنين اثنين، وتوقيف خمسة آخرين على خلفية الاعتداءات في برقة.

وأفاد بأنّ تقديرات إسرائيلية تتحدث عن استعداد الاحتلال خلال الفترة المقبلة لعمليات فلسطينية ردًا على هجوم برقة.

وشهد العام الحالي، اعتداءات جماعية عدة من المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، دون منعها من قوات الاحتلال.