Skip to main content

تصاعد الغضب جراء انقطاع الكهرباء.. كوبا تحذر من زعزعة للاستقرار

الإثنين 18 مارس 2024
حث وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغز واشنطن على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد - وسائل التواصل

حذرت السلطات الكوبية من "إرهابيين متمركزين في الولايات المتحدة" و"أعداء الثورة" الذين يستغلون، بحسب قولها، موجة الغضب ضد تقنين التيار الكهربائي لفترات طويلة، ونقص الغذاء في البلاد.

وأمس الأحد، خرج مئات المتظاهرين إلى شوارع سانتياغو دي كوبا، ثاني مدن البلاد، حيث يعاني السكان من انقطاع في التيار الكهربائي عدة مرات في اليوم وأحيانًا لفترات تمتد إلى 14 ساعة.

بدوره، قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على موقع "إكس": إن "العديد من الأشخاص أعربوا عن استيائهم من خدمة التيار الكهربائي وتوزيع الأغذية".

وحذر من "أعداء الثورة" الذي يستغلون هذا الوضع "بهدف زعزعة الاستقرار"، مشيرًا إلى "إرهابيين متمركزين في الولايات المتحدة، وهو ما نددنا به في عدة مناسبات، يشجعون على أعمال تزعزع استقرار البلاد".

خرج مئات المتظاهرين إلى شوارع سانتياغو دي كوبا حيث يعاني السكان من انقطاع في التيار الكهربائي - وسائل التواصل

من جهتها، دعت سفارة الولايات المتحدة في هافانا الحكومة الكوبية على "إكس" إلى "احترام حقوق المتظاهرين".

وعلى المنصة ذاتها، حث وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغز واشنطن على "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد".

وفي سانتياغو دي كوبا (510 آلاف نسمة)، قال أحد السكان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف طالبًا عدم الكشف عن هويته: "كان الناس يهتفون طعام وكهرباء". وعاد التيار الكهربائي في وقت لاحق وتم تسليم "شاحنتين محملتين بالأرز".

وتوقفت خدمة الإنترنت على الهواتف المحمولة في المدينة، بحسب شهود.

"باهظ الثمن"

من جهتها، قالت خبيرة تجميل تبلغ 28 عامًا تعيش في حي آخر في سانتياغو، وطلبت أيضًا عدم الكشف عن هويتها: إن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة ونقص الغذاء دفع الناس إلى "الخروج إلى الشوارع"، مضيفة أن "كل شيء باهظ الثمن والرواتب منخفضة".

وقال كبير الأساقفة المحلي ديونيسيو غارسيا عبر الهاتف: "لنأمل في ظهور حلول"، مؤكدًا أن الوضع "كان صعبًا للغاية" في المدينة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأعرب عن أمله في أن "يتمكن الجميع من العيش بمزيد من الصفاء والسكينة".

وتواجه كوبا منذ بداية مارس/ آذار موجة جديدة من حوادث انقطاع الكهرباء، بسبب أعمال صيانة في محطة أنطونيو غويتيراس للطاقة الحرارية، وهي الأكبر في الجزيرة وتقع في مقاطعة ماتانساس على بعد حوالي 100 كيلومتر شرق هافانا.

وتفاقمت المشكلة في نهاية الأسبوع الماضي، بسبب نقص الوقود الذي أثر على البلاد بأكملها. والمحروقات ضرورية لتشغيل محطات الطاقة الحرارية العاملة الأخرى.

والسبت، أعلنت السلطات الكوبية، أن جزيرة كوبا بأكملها "معنية" بانقطاع الكهرباء بما في ذلك العاصمة.

احتجاجات على انقطاع التيار الكهربائي في كوبا

وتظاهرة الأحد هي الأكبر منذ تلك التي شهدتها الجزيرة في 2022 عندما أثار الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي احتجاجات في عدة مقاطعات وكذلك في هافانا.

وفي 2022، شهدت كوبا انخفاضًا غير مسبوق في إنتاجها من الكهرباء، وحتى انقطاعًا واسعًا في التيار، بسبب الإعصار إيان في 27 سبتمبر/ أيلول. وتحسن الوضع في عام 2023.

ويضم نظام توليد الكهرباء في كوبا ثماني محطات قديمة للطاقة الحرارية، بالإضافة إلى مولدات و8 قوارب لتوليد الطاقة مستأجرة من تركيا تأثرت أيضًا بنقص الوقود.

وفشل الاقتصاد الكوبي في التعافي منذ تفشي جائحة كوفيد، وقد تفاقمت نقاط الضعف في نظام الدولة المركزي، مع تعزيز الحصار الأميركي المفروض منذ عام 1962.

وفي عام 2023، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2%، وفقًا للأرقام الرسمية.

وشهدت كوبا منذ ثلاث سنوات تقريبًا احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة بعد أشهر من الإغلاق وغياب السياح.

وفي 11 يوليو/ تموز 2021، تظاهر آلاف الكوبيين بشكل غير مسبوق هاتفين "نحن جائعون!" أو "تسقط الدكتاتورية!".

وحكم على مئات المتظاهرين بالسجن لمدد تصل إلى 25 عامًا.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة