بعدما نعته بـ"مجرم حرب" سابقًا، جدّد الرئيس الأميركي جو بايدن هجومه على نظيره الروسي فلاديمير بوتين السبت، على هامش زيارته إلى بولندا، حيث وصفه بأنّه "جزار" خلال لقائه لاجئين أوكرانيين، قبل أن يعتبر أنه "لا يجب أن يبقى في السلطة".
فقد حذّر الرئيس الأميركي القوات الروسية من "التقدم إنشًا واحدًا داخل أراضي حلف شمال الأطلسي"، واصفًا النزاع في أوكرانيا بأنه "فشل إستراتيجي" لموسكو، وذلك خلال خطاب ألقاه في العاصمة البولندية وارسو حيث التقى مسؤولين ولاجئين أوكرانيين.
ووصف بايدن مقاومة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية بأنها جزء من "معركة عظيمة من أجل الحرية"، داعيًا العالم إلى الاستعداد "لمعركة طويلة"، مضيفًا في إشارة واضحة إلى نظيره الروسي "بحقّ الله، لا يمكن لهذا الرجل البقاء في السلطة".
لكنّ هذه التصريحات التي انتشرت بشكل واسع، استدعت "توضيحًا" في وقت لاحق من البيت الأبيض، الذي حرص على الإشارة إلى أن بايدن لم يدع الى "تغيير النظام" في روسيا.
"معركة عظيمة من أجل الحرية"
في التفاصيل، وفي مؤشر جديد على تصعيد الموقف الأميركي من موسكو التي شنت حربًا قبل 31 يومًا على أوكرانيا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لا يمكنه البقاء في السلطة"، وذلك في خطاب ألقاه في العاصمة البولندية وارسو تناول فيه الهجوم على أوكرانيا الذي بدأ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.
ووصف الرئيس الأميركي الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه "فشل إستراتيجي" لها.
كما وصف مقاومة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية، بأنها جزء من "معركة عظيمة من أجل الحرية"، داعيًا العالم إلى الاستعداد "لمعركة طويلة". وقال للأوكرانيين "نحن إلى جانبكم".
وأكّد بايدن أن الشعب الروسي "ليس عدوّنا"، داعيًا إيّاه إلى تحميل رئيسه مسؤولية تعرض البلاد لعقوبات اقتصادية غربية شديدة.
وحذّر موسكو قائلًا "لا تفكروا حتى في التقدم إنشًا واحدًا داخل أراضي حلف شمال الأطلسي"، مشددًا على أن الولايات المتحدة تعتبر البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي الخاصة بالدفاع المشترك "واجبًا مقدسًا".
وختم خطابه قائلًا "سيكون لنا مستقبل مختلف، مستقبل أكثر إشراقًا متجذر في الديموقراطية والمبدأ والأمل والنور".
وخلال لقاء بايدن بـ لاجئين أوكرانيين في وارسو السبت، وردًا على سؤال حول رأيه "بفلاديمير بوتين نظرًا لما يفعله بهؤلاء الناس"، قال بايدن "إنه جزّار".
البيت الأبيض "يوضح"
وفي وقت لاحق، أوضح مسؤول في البيت الأبيض أنّ بايدن لم يدع في كلامه هذا الى "تغيير النظام" في روسيا.
وقال المسؤول: "ما أراد الرئيس قوله إنه لا يمكن السماح لبوتين بممارسة سلطة على جيرانه أو على المنطقة".
وأضاف: "لم يكن يتحدث عن حكم بوتين في روسيا ولا عن تغيير للنظام".
"For god's sake this man can not remain in power!" After denying NATO enlargement has anything to do with destabilizing Russia, Biden closes his Poland address with a stentorian demand for regime change in Moscow. Washington's ultimate goal, made plain. pic.twitter.com/vjg6Vxs7dw
— Max Blumenthal (@MaxBlumenthal) March 26, 2022
الكرملين يرد على "الإهانة الجديدة"
وتعليقًا على تصريحات بايدن، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تعليقًا للرئيس الأميركي جو بايدن بأن الرئيس فلاديمير بوتين "لا يمكن أن يظل في السلطة"، قائلًا إن الروس هم من يختارون الشخص الذي يريدونه زعيمًا لهم.
وردًا على سؤال عن تعليق بايدن قال بيكوف: "هذا أمر لا يقرره بايدن. رئيس روسيا ينتخبه الشعب الروسي".
وفي وقت سابق، علق الكرملين على وصف بايدن لبوتين بـ"الجزار"، حيث اعتبر بيسكوف أنّ مثل هذه التصريحات من شأنها أن "تضيّق نافذة الفرص المتوفرة لتطبيع العلاقات" بين موسكو وواشنطن.
وأضاف: "من المستغرب سماع مثل هذه الاتهامات بحق بوتين من قبل بايدن الذي سبق أن أصدر أوامر بقصف يوغوسلافيا وقتل الناس".
وحذر بيسكوف من أن "الإهانة الجديدة بحق بوتين من قبل بايدن تضيّق أكثر نافذة الفرص المتوفرة لتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة".
وسبق أن وصف بايدن الرئيس الروسي بأنه "مجرم محرب" بسبب عملية بلاده العسكرية ضد أوكرانيا، ما دفع موسكو لاستدعاء السفير الأميركي في موسكو، جون سوليفان، على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي.
وأكدت موسكو للسفير الأميركي أن تصريحات بايدن بحق بوتين "غير مقبولة"، وأن روسيا قدمت مذكرة احتجاج بذلك، بحسب بيان للخارجية الروسية.
وفي السياق قال مراسل "العربي" من الحدود البولندية الأوكرانية، إن الرئيس بايدن زار القاعدة الأميركية في بولندا للتأكيد أن وجود جنود بلاده البالغ عددهم بنحو عشرة آلاف هو بهدف حماية الحلفاء.
وأشار المراسل، إلى أن زيارة بايدن كانت بهدف بعث رسائل لروسيا بأن الدعم مستمر للحلفاء وإلى بولندا بشكل خاص.
وخلّف الهجوم الروسي على أوكرانيا وفق آخر إحصائية أممية مقتل 1081 مدنيًا على الأقل وإصابة 1707 آخرين في أوكرانيا، جراء الهجمات الروسية عليها.
كما لجأ أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني إلى خارج البلاد، منهم مليونين و206 آلاف و119 أوكرانيا إلى بولندا وحدها، و572 ألفا و754 إلى رومانيا، و376 ألفا و748 إلى مولدوفا، فيما عبر 113 ألفا إلى روسيا في الفترة بين 21 و23 فبراير/شباط الماضي، من خلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.