استمر الخلاف الدبلوماسي بين البرازيل وإسرائيل بالتفاعل بعدما وصف وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا رد إسرائيل على التعليقات التي أدلى بها الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بشأن قطاع غزة بأنه "غير مقبول" و"غير صادق".
وأشعل الرئيس البرازيلي الغضب في تل أبيب، بعد أن اعتبر في تصريحات خلال القمة الـ37 للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا ، أن ما يحدث في قطاع غزة للشعب الفلسطيني لا مثيل له في لحظات تاريخية أخرى، إلا "حينما قرر هتلر قتل اليهود"، الأمر الذي دفع بوزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى القول إن لولا غير مرحب به قبل أن يتراجع عن تصريحاته.
"كاتس الكاذب"
ورد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا أمس على نظبره الإسرائيلي، وقال خلال قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو: "أن تخاطب وزارة خارجية رئيس دولة من دولة صديقة بهذه الطريقة هو أمر غير مألوف ومثير للاشمئزاز".
وأضاف: "إنها صفحة مخزية في تاريخ الدبلوماسية الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول التغطية على ما يحدث في غزة.
وأكد فييرا أن الحكومة الإسرائيلية أُبلغت بأن البرازيل سترد وفق الأعراف الدبلوماسية، معتبرًا أن "بيانات الخارجية الإسرائيلية غير مقبولة شكلًا وموضوعًا، واتهم نظيره الإسرائيلي كاتس بـ"الكذب".
وأكد الوزير البرازيلي أن وصف نظيره الإسرائيلي المقارنة التي أجراها الرئيس لولا بالـ"وهمية"، "غير مقبول وكاذب بمضمونه ومشين" أيضًا.
وقالت البرازيل إنها لا تنوي التراجع عن تصريحات لولا، لا سيما بعد استدعاء تل أبيب السفير البرازيلي لديها حيث وجه مسؤولوها رسميًا له لومًا بعد تصريحات لولا يوم السبت.
واشنطن تتدخل
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد قال يوم الإثنين إن إسرائيل "لن تنسى ولن تغفر"، واصفًا تصريحات لولا بأنها "هجوم خطير معاد للسامية".
واستدعت وزارة الخارجية البرازيلية السفير الإسرائيلي لديها دانيال زونشينيم، كما استدعت سفيرها من تل أبيب للتشاور.
وعبرت واشنطن الثلاثاء عن رفضها لتصريحات لولا. وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين: "من الواضح أننا لا نوافق على هذه التصريحات. كنا واضحين جدًا لجهة أننا لا نعتقد بحصول إبادة في غزة"، ويأتي ذلك بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى البرازيل لحضور قمة العشرين.
دعم لاتيني
وحصل لولا الثلاثاء على دعم من رئيسي كولومبيا وبوليفيا المعارضين للعدوان الإسرائيلي على غزة إذ كتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو على منصة إكس: "في غزة هناك إبادة جماعية ويتم قتل الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن المدنيين بشكل جبان. لولا لم يقل سوى الحقيقة ويجب الدفاع عن الحقيقة، وإلا فإن البربرية ستقضي علينا".
أما رئيس بوليفيا لويس آرسي فقد أعرب على إكس أيضًا عن تضامنه مع لولا الذي كان "يقول الحقيقة بشأن الإبادة الجماعية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني الشجاع". وأضاف: "التاريخ لن يغفر لللامبالين بهذه الهمجية".
والأحد، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تصريحات لولا بأنها "مخزية وخطيرة" وبأنها "استخفاف بالمحرقة ومحاولة للإضرار بالشعب اليهودي وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" معتبرًا أن لولا "تجاوز الخط الأحمر"، حسب قوله.