صعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهجته، أمس الأحد، بعدما أصدر أمرًا "بوضع قوات الردع التابعة للجيش الروسي في حالة تأهب خاصة"، الأمر الذي يشمل القوات النووية، مرجعًا سبب قراره إلى "التصريحات المعادية الصادرة عن حلف شمال الأطلسي" والعقوبات "غير المشروعة" التي كثفها الغرب في الفترة الأخيرة على موسكو، ردًا على هجومها على كييف.
وفي هذا الإطار، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء عبد الرحمن شحيتلي، أن بوتين يذهب باتجاه وقف العملية الهجومية على أوكرانيا بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية، لأن القوات الروسية تستطيع أن تستمر بهجومها لمدة خمسة أو سبعة أيام، بعدها يتم إعادة تجميع القوات والجنود وصيانة حقل المعركة، حيث سيُقرر بعد ذلك إما متابعة الهجوم أو توقفه.
وأشار شحيتلي في تصريح إلى "العربي"، من بيروت، إلى أنّ تصعيد بوتين هو بمثابة "تهديد" وسياسة ضغط إلى أقصى حد، حتى "يبيع" خطوة طلب وقف الهجوم إلى كييف على طاولة المحادثات.
ولفت إلى أن التلويح بالقوى النووية ليس موجهًا ضد أوكرانيا بل لحلفائها والاتحاد الأوروبي، من أجل وقف عمليات الضغط على روسيا ودعم أوكرانيا، وبالتالي الضغط على الحكومة الأوكرانية للموافقة على الشروط الروسية مبكرًا.
"حرب باردة"
كما أوضح أن عملية الدخول إلى العاصمة كييف تحتاج إلى مرحلة ثانية من الهجوم في حالة أراد الجيش الروسي متابعة عمليات الهجومية، لكنها لن تتم خلال هذه الفترة، إذ أن خطوة الدخول إلى المدن الكبرى ليست بتلك السهولة.
وقال شحيتلي إن أول اتفاق سيتم بين البلدين، ستطلب أوكرانيا من روسيا سحب جميع آلياتها من المدن الكبرى، كما أن الجيش الروسي يحاول بأقصى سرعة إنهاء عملياته العسكرية لإعادة تجميع قواته حتى لا يُستنزف ويصبح هدفًا للمقاومة الأوكرانية في الشوارع والمدن.
وأكد الخبير العسكري أن بوتين يحاول تقليم أظافر الغرب في أوكرانيا، وهو ما سيتم الرد عليه من قبل الغربيين في أماكن أخرى في العالم، حيثما يتواجد الروس على سبيل المثال في شمال إفريقيا وشمال سوريا وغيرها من المناطق، معتبرًا أن العالم دخل للتو في عصر جديد من "الحرب الباردة".