أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ بلاده "تقترب" من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية: "المفاوضات جيّدة، وهناك تقدّم. نحن نقترب من بعضنا البعض كل يوم"، في وصفه لاحتمالات تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل.
وأكد أنّ القضية الفلسطينية مهمة للغاية بالنسبة للرياض، وينبغي حلّها ضمن مسار التطبيع، معربًا عن أمله في أن يؤدي هذا الاتفاق المحتمل إلى تسهيل حياة الفلسطينيين، وأن يجعل إسرائيل لاعبًا في الشرق الأوسط.
عقبات قد تصطدم بها جهود التطبيع
وجاءت تصريحات ولي العهد السعودي في وقت كان فيه الرئيس الأميركي جو بايدن يبحث مسألة التطبيع بين السعودية وإسرائيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعرب نتنياهو لبايدن خلال اللقاء عن اعتقاده بإمكانية إرساء ما وصفه بـ"سلام تاريخي" بين إسرائيل والسعودية في ظل إدارة بايدن من شأنه المساهمة في قطع شوط كبير نحو تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إنّ الإطار العام لاتفاق العلاقات مع السعودية بوساطة أميركية قد يُصبح جاهزًا بحلول مطلع العام المقبل.
في المقابل، أشارت الصحافة الإسرائيلية إلى أن جهود التطبيع قد تصطدم بعقبات وعراقيل داخل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرّفة، وأبرزها تتمثّل في عدم قدرة نتنياهو على تقديم تنازلات للفلسطينيين في إطار صفقة التطبيع مع السعودية بسبب معارضة بعض أقطاب ائتلافه، إضافة إلى معارضة المستوى الأمني الإسرائيلي لامتلاك الرياض برنامجًا نوويًا مدنيًا ثمنًا لإتمام ملف التطبيع.
غير أنّ القضية الفلسطينية وملف البرنامج النووي السلمي هما غيض من فيض ملفات عدة تتداخل في قضية التطبيع المحتمل، بينها ملف إيران النووي وفرص حصولها على سلاح نووي.
"مجموعة مصالح أميركية وإسرائيلية من التطبيع"
وتعليقًا على هذا الملف، يوضح لورانس كورب الباحث في مركز التقدّم الأميركي، أنّ من مصلحة واشنطن إقامة علاقات بين السعودية وإسرائيل على غرار "اتفاقيات أبراهام".
ويقول كورب في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إنّ التطبيع بين البلدين لن يزيد الأمن الأميركي والإسرائيلي فقط بل سينعكس على الفلسطينيين الذين يعانون منذ نشأة إسرائيل، حسب رأيه.
ويضيف أنّ التطبيع سيُقلّل من خطر التهديدات الإيرانية ومنعها من أن تكون مصدرًا للمشكلات لإسرائيل والمنطقة.
"تمسّك سعودي بالقضية الفلسطينية"
من جانبه، يؤكد مبارك آل عاتي الكاتب والباحث في العلاقات الدولية، أنّ مفاوضات التطبيع بين إسرائيل والسعودية قد قطعت شوطًا كبيرًا، مضيفًا أن الرياض لا تزال متمسّكة بمبدأ الدولة الفلسطينية.
ويقول آل عاتي في حديث إلى "العربي" من الرياض: إنّ إسرائيل سترفض مبدأ الدولة الفلسطينية مما سيطيل من أمد المفاوضات، أو قد تُفكّك هذا الشرط إلى منع الاستيطان والسماح بتواصل الضفة مع غزة، ودعم الفلسطينيين اقتصاديًا وأمنيًا وغيرها من هذه الخيارات التي قد تقرّب وجهات النظر.
ويضيف أنّ السعودية تواصلت مع وفد فلسطيني حضر إلى الرياض برئاسة أمين سر منظمة التحرير حسين الشيخ لمعرفة المطالب الفلسطينية الضرورية التي يجب أن تتضمّنها خارطة التفاهم، وذلك قبل التوجّه إلى المفاوضات مع أميركا وإسرائيل.
ويرى أنّه من المهم على الفلسطينيين رأب الصدع بينهم، لأنّه سيكون عاملًا سلبيًا في التأثير على سير المفاوضات والنتائج التي قد يتمّ التوصّل إليها قريبًا.
"قضيتان خلافيتان حول التطبيع داخل إسرائيل"
من جهته، يشير مهند مصطفى مدير عام مركز الكرمل للأبحاث في حيفا، إلى وجود قضيتين خلافيتين داخل إسرائيل في ملف التطبيع تتمثّل في امتلاك الرياض المفاعل النووي السلمي والعامل الفلسطيني في الصفقة.
ويقول مصطفى في حديث إلى "العربي" من أم الفحم: إنّ المؤسسة الأمنية في إسرائيل تخشى من سباق نووي في الشرق الأوسط مع امتلاك السعودية مفاعلات نووية.