أصبح تطبيق "تلغرام" أحد أكثر التطبيقات استخدامًا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث بات التطبيق منافسًا رئيسيًا لأغلب وسائل الإعلام في كييف.
فقد دخل التطبيق في قلب الدعاية السياسية والحرب الإعلامية بين أوكرانيا وروسيا منذ بداية الحرب التي قررت موسكو شنها على جارتها في فبراير/ شباط 2022.
ومع فريق من الصحفيين الذين يمارس بعضهم مهامه حضوريًا والغالبية عن بُعد، تضبط "ماريا" عقارب الساعة لتوسيع دائرة المعلومات التي تنشرها القناة التي تديرها على تطبيق "تلغرام"، والتابعة للمركز الإعلامي الأوكراني، والتي اكتسبت أهمية كبيرة منذ بداية الحرب.
"المصدر الرئيسي"
وقالت ماريا مسؤولة قسم الديجيتال بالمركز، لـ"العربي": "حسب آخر الإحصاءات لدينا فإن ما يزيد على 63% من الأوكرانيين باتوا يستخدمون قنوات تلغرام مصدرًا رئيسيًا للأخبار منذ بداية الغزو الروسي الشامل".
وتضيف: "لقد كان لا يتجاوز هذا العدد 35% قبل الحرب، وقد أسهمت في ذلك أيضًا العوائق التي وضعتها مواقع أخرى على غرار فيسبوك".
وتابعت: "على الرغم من أهمية تلغرام فإن هناك وجهًا آخر عبر قنوات للتلاعب بالأخبار والمعلومات، التي يستخدمها العدو ضد بلادنا لذلك نحاول التقصي أكثر لإيصال الحقيقة".
أما "إيفان" فلا ينفك عن متابعة الأخبار ومجريات الحرب الروسية على بلاده، بصفته مواطنًا وباحثًا، وقد باتت قنوات تلغرام المتعددة بالنسبة إليه المصدر الأهم والرئيس للمعلومات عن التطورات العسكرية على مختلف الجبهات.
ويقول الخبير في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الإستراتيجية: "في الوقت الحالي، من المهم جدًا الحصول على الأخبار بسرعة، أولًا لفهمها، وثانيًا لتحليل مضمونها".
ويضيف: "في هذه الظروف فعليًا أخذت قنوات تلغرام دور وكالات الأنباء، وأنا شخصيًا أطلع باستمرار على القنوات التي أثق بها لوضع خارطة المعلومات، التي أحتاج إليها سواء باعتباري مواطنًا أو في عملي باحثًا".
"تأثيرات قاتلة"
ومنذ بداية الحرب الروسية زاد استخدام تطبيق "تلغرام" في أوكرانيا، فهناك أكثر من 33 ألف قناة نشطة بإجمالي يزيد على 282 مليون مشترك. وفي الوقت نفسه، تحتل أوكرانيا المركز السادس في القائمة العالمية من حيث عدد القنوات التي لديها أكثر من مليون مشترك.
وفي ظل ذلك الزخم لقنوات "تلغرام"، فإن البروباغندا الإعلامية بين الروس والأوكرانيين باتت حامية الوطيس في هذا التطبيق. وغالبًا ما تنتشر الأخبار الكاذبة عبر المجموعات العامة، أو الدردشات أو الحسابات الوهمية مع تأثيرات قاتلة محتملة، وفق مراقبين.
فيكتوريا بويكو، كبيرة مستشاري قسم أمن المعلومات والأمن السيبراني بمركز الدراسات الأمنية، قالت في حديث إلى "العربي": "لقد اكتسب تطبيق تلغرام جاذبية الاستخدام الضار وإساءة الاستخدام من قبل عدد من الجهات الخبيثة".
وتضيف في تصريحها: "مقابل ذلك تحاول الشركات الخاصة والهيئات الحكومية على المستوى الدولي طرح التنبيهات العامة والقيود القانونية للاستخدام، بسبب استغلال التطبيق في عدد من الجرائم الإلكترونية. حيث تتضمن أنواع الاحتيال التي يجري إدخالها على التطبيق عادة عمليات الاحتيال المالي، ومحاولات التصيد الاحتيالي وأنواعًا أخرى من الأنشطة التي تستهدف المستخدمين".
وعمدت السلطات الأوكرانية على غرار بلدان في الاتحاد الأوروبي إلى منع الوصول إلى عدد من القنوات الروسية، بسبب التضليل الإعلامي حول الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث تقود أجهزة الأمن الأوكرانية حملات بين الفينة والأخرى لمواجهة عشرات من القنوات التي تبث أو تروج الرواية الروسية.
