Skip to main content

تطهير عرقي وتهجير قسري.. أوامر الإخلاء في غزة ترقى لجريمة حرب

منذ 11 ساعات
جمعت "هيومن رايتس ووتش" أدلة على أن المسؤولين الإسرائيليين يرتكبون جريمة حرب تتمثل في التهجير القسري والتطهير العرقي - غيتي

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان في تقرير لها اليوم الخميس، أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية في قطاع غزة ترقى إلى "جريمة حرب" تتمثل في "تهجير قسري" في مناطق وفي مناطق أخرى إلى "تطهير عرقي".

وأوضح التقرير أن هيومن رايتس ووتش "جمعت أدلة على أن المسؤولين الإسرائيليين يرتكبون جريمة حرب تتمثل في التهجير القسري".

"جريمة حرب"

وأضاف التقرير "تبدو تصرفات إسرائيل وكأنها تتفق مع تعريف التطهير العرقي" في المناطق التي لن يتمكن الفلسطينيون من العودة إليها.

وبحسب الباحثة في المنظمة نادية هاردمان، فإن نتائج التقرير تستند إلى مقابلات مع نازحين من غزة وصور الأقمار الاصطناعية والتقارير العامة التي قدمت حتى أغسطس/ آب 2024.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد 43,712 فلسطينيًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 103,258 آخرين، فضلًا عن تهجير 1,9 مليون شخص من أصل 2,4 مليون نسمة وفقًا للأمم المتحدة، وإحداث أزمة إنسانية غير مسبوقة تصل حد المجاعة مع فرض حصار خانق على القطاع ومنع دخول المساعدات الدولية.

وفي وقت تزعم فيه إسرائيل بأنّ النزوح هدفه تأمين المدنيين أو لأسباب عسكرية ملحة، رأت هاردمان أن "إسرائيل لا تستطيع الاعتماد ببساطة على وجود المجموعات المسلحة لتبرير نزوح المدنيين".

وأضافت: "يتعيّن على إسرائيل أن تثبت في كل حالة أن نزوح المدنيين هو الخيار الوحيد" وذلك للامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني.

"التطهير العرقي"

بدوره، قال المتحدث باسم قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" أحمد بن شمسي: "هذا الإجراء يحوّل أجزاء كبيرة من غزة إلى مناطق غير صالحة للسكن بشكل منهجي... وفي بعض الحالات بشكل دائم، وهو ما يرقى إلى مستوى التطهير العرقي".

وأشار التقرير إلى محور صلاح الدين الذي يمتدّ على طول الحدود مع مصر وما يسمى "محور نتساريم" الذي يقطع غزة بين الشرق والغرب والمناطق فيهما التي "دمّرها الجيش الإسرائيلي ووسّعها وأزالها" لإنشاء مناطق عازلة وممرات أمنية.

وقالت هاردمان: إن القوات الإسرائيلية حوّلت محور نتساريم بين مدينة غزة وواديها إلى منطقة عازلة بعرض أربعة كيلومترات خالية في الغالب من المباني.

ولم يأت التقرير على ذكر التطورات التي وقعت في الحرب منذ أغسطس الفائت، لا سيما العملية العسكرية الإسرائيلية المكثفة في شمال قطاع غزة والتي بدأت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الفائت حيث تمارس إسرائيل التهجير وقتل المدنيين واستهداف مراكز إيواء النازحين وحتى المشافي. 

إذ يؤكد المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لويز ووتريدج لوكالة فرانس برس أن العملية العسكرية للاحتلال في شمال قطاع غزة أجبرت ما لا يقلّ عن 100 ألف شخص على النزوح من أقصى الشمال إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.

ورأى تقرير "هيومن رايتس ووتش" أن "تصرفات إسرائيل في غزة هي تصرفات مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإخراج الفلسطينيين أو مجموعة عرقية أو دينية أخرى من مناطق داخل غزة بوسائل عنيفة".

وأشار التقرير إلى الطبيعة المنظمة للنزوح ونية القوات الإسرائيلية ضمان "بقاء المناطق المتضررة بشكل دائم... تمّ تفريغ غزة من سكانها وتطهيرها من الفلسطينيين".

8 شهداء في غزة

وضمن استمرار القصف على قطاع غزة، فقد استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون، ليل الخميس، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح متفاوتة في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وفي الأثناء، استشهد 3 فلسطينيين بينهم طفلتان شقيقتان وإصابة آخرين بقصف جوي ومدفعي إسرائيلي مستمر على مناطق متفرقة في جباليا وبيت لاهيا اليوم الخميس.

وكذلك أصيب 5 فلسطينيين بينهم طفلتان في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بعمارة اليازجي في شارع النفق بمدينة غزة.

وكانت قوات الاحتلال قد شنت غارتين على المواصي، أمس الأربعاء، ما أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين، وفقا للمصادر الطبية.

والمواصي منطقة رملية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية، يعيش فيها نحو 1.7 مليون مواطن أجبرهم الاحتلال الإسرائيلي على النزوح باتجاهها قسرًا تحت ضغط القصف والنيران، إذ وصل إليها معظمهم إبان الاجتياح البري لمدينة رفح جنوب القطاع خلال مايو/ أيار الماضي.

وزعم الاحتلال أنه "منطقة آمنة"، في الوقت الذي ارتكب فيه العديد من المجازر باستهدافه للخيام التي تؤوي النازحين في المنطقة.

المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
شارك القصة