Skip to main content

تظاهرات كوبا.. دعم أرجنتيني-فنزويلي للحكومة وتأييد برازيلي للمتظاهرين

الثلاثاء 13 يوليو 2021
تعيش كوبا تظاهرات غير مسبوقة

أعلن كل من الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز والفنزويلي نيكولاس مادورو دعمها للنظام الكوبي في مواجهة الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة في تاريخ البلاد، احتجاجًا على تردّي الأوضاع الاقتصادية؛ بينما أعرب الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو عن "تضامنه" مع المتظاهرين الكوبيين.

ودفعت الأزمة الاقتصادية التي فاقمت النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية، والتي دفعت الحكومة إلى تقنين التغذية بالتيار الكهربائي لساعات عدة يوميًا، آلاف الكوبيين إلى التظاهر بشكل عفوي الأحد الماضي في شوارع عشرات المدن والقرى، وإطلاق هتافات على غرار "نحن جائعون" و"حرية" و"تسقط الدكتاتورية".

هذه التظاهرات غير مسبوقة في كوبا، حيث التجمّعات الوحيدة المسموح بها هي تلك التي يقيمها الحزب الشيوعي الحاكم.

ومنذ عام 1962، تفرض الولايات المتحدة حصاًرا صارمًا على كوبا، تعتبره السلطات الكوبية السبب الرئيس لمشاكل الجزيرة الاقتصادية الكبيرة.

"لرفع الحصار الأميركي"

وطالب الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز برفع الحصار "غير الإنساني" المفروض على كوبا، رافضًا أي تدخّل خارجي محتمل لتسوية الخلافات السياسية الداخلية.

وقال فرنانديز، في مقابلة مع إذاعة "راديو 10": "إنّ فرض  حصار اقتصادي على بلد خلال جائحة أمر غير إنساني للغاية. الحكومة لا تعاني بل الشعب".

وأضاف: إن ما حصل "يجب أن يحلّه الشعب. لا يسعني أن أقول لأي شعب ما عليه القيام به. يجب أن نروّج للسلام ونساعد الشعوب على التوصل إلى الحوار والحلول".

مادورو يدعم الحكومة

من جهته، أكّد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الحليف الوثيق لهافانا، "دعمه الكامل" لنظيره الكوبي في مواجهة التظاهرات.

وأعلن مادورو، في تصريح بثّه التلفزيون، أنّه يقدّم "كامل الدعم للرئيس ميغيل دياز كانيل، وكامل الدعم لشعب كوبا، ولحكومة كوبا الثورية. من هنا في فنزويلا، أقول إنّنا إخوة في السرّاء والضرّاء. كوبا ستمضي قدمًا".

بولسونارو يتضامن مع المتظاهرين

في المقابل، أعرب الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، أمس الإثنين، عن "تضامنه" مع المتظاهرين الكوبيين الذين يطالبون بإنهاء "الديكتاتورية الوحشية" في بلدهم.

وغرّد الزعيم اليميني المتطرّف على تويتر قائلًا: "كلّ دعمي وتضامني مع الشعب الكوبي الذي يطالب بشجاعة بإنهاء الدكتاتورية الوحشية التي تدمّر الحرية منذ عقود من خلال إيهام العالم بالجنّة الاشتراكية".

وقبل نشر هذه الرسالة، كان بولسونارو تطرّق إلى الوضع في كوبا أمام مؤيّدين له في برازيليا، وانتقد قمع التظاهرات التي تمّ تفريقها بالغاز المسيل للدموع.

وقال الرئيس البرازيلي: إنّ المتظاهرين "طالبوا بالطعام والكهرباء. وطالبوا بحريتهم. وعلام حصلوا؟ على الضرب والسجن".

وفي إشارة إلى الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من دون أن يُسمّيه، قال بولسونارو: "هنا في البرازيل، هناك أشخاص يدعمون كوبا وفنزويلا. أشخاص زاروا كوبا مرارًا لشرب الشمبانيا مع كاسترو، وزاروا فنزويلا لاحتساء الويسكي مع مادورو. إذا كانوا يدعمانهما حقًا، فهذا يعني أنهم يريدون العيش مثل الكوبيين والفنزويليين".

هافانا تتهم واشنطن بإثارة اضطرابات

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حثّ، في بيان الإثنين، النظام الكوبي على "الإصغاء إلى شعبه" و"ندائه المدوّي من أجل الحرية، وتلبية احتياجاته في هذه المرحلة الحرجة، بدلًا من زيادة ثروته".

وجاء البيان الأميركي بعيد اتّهام الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل واشنطن باتّباع "سياسة خنق اقتصادي، لإثارة اضطرابات اجتماعية" في الجزيرة و"تغيير النظام" فيها.

إلى ذلك، حذرت روسيا، حليفة السلطات الكوبية منذ الحقبة السوفياتية، من أي "تدخل خارجي" في كوبا.

من ناحيته، أعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور رفضه أي "تدخل" في كوبا، مبديًا استعداد بلاده "للمساعدة عبر توفير الأدوية واللقاحات وكل ما يلزم من أغذية، لأن الصحة والغذاء من الحقوق الإنسانية الأساسية".

40 تظاهرة

وأفاد موقع "إينفنتاريو" للبيانات الصحافية بأن حوالي أربعين تظاهرة سُجّلت الأحد في مناطق مختلفة من كوبا.

وقد بُثّت غالبيتها مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في هذا البلد الذي ساهمت خدمة الإنترنت النقال، اعتبارًا من نهاية 2018، في نقل مطالب المجتمع  المدني.

وأغرق الحصار المفروض على الجزيرة منذ عام 1962، فضلًا عن غياب السياح بسبب جائحة كوفيد-19، كوبا في أزمة اقتصادية عميقة وأدت إلى استياء اجتماعي قوي تتابعه واشنطن والقارة الأميركية من كثب.

ومنذ بداية جائحة كوفيد-19، يضطر الكوبيون إلى الانتظار في طوابير طويلة للحصول على الطعام وباتوا يواجهون نقصًا في الأدوية، وهو ما يتسبّب باضطرابات اجتماعية شديدة.

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة