واصلت آلة الحرب الإسرائيلية تدمير المباني السكنية والبنى التحتية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مخلفة المزيد من الشهداء والجرحى، وذلك قبل يومين من الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب.
وشنت طائرات الاحتلال مساء السبت غارات عنيفة على مناطق شمال القطاع، مستهدفة بسلسلة من الغارات المناطق الشرقية من جباليا.
واستهدفت مدفعية الاحتلال مناطق مختلفة من مدينة غزة، وقد سمعت أصوات انفجارات ضخمة غرب المدينة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
غارات عنيفة على شمال قطاع غزة
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل التلفزيون العربي مساء السبت بشن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على مناطق شمال قطاع غزة، لا سيما في جباليا وبيت لاهيا.
وأوضح المراسل صالح الناطور أن الغارات تشبه إلى حد ما الأحزمة النارية. كما أفاد بإطلاق جيش الاحتلال النار عبر طائرات مسيّرة "كواد كابتر"، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة في المنطقة وسط مخاوف من تقدم لدبابات الاحتلال في تلك المناطق، حيث لم يعرف بعد طبيعة التحركات الإسرائيلية.
غارات عنيفة وقصف متواصل.. كيف يبدو المشهد في قطاع غزة بعد سنة من الحرب؟#عام_الإبادة_عام_القضية#التلفزيون_العربي_الصورة_الأوضح@salehalnatoor pic.twitter.com/XX1TWCtxPW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 5, 2024
كما أفاد مراسل التلفزيون العربي بسقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف الاحتلال المتواصل على مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وكانت عمليات قصف إسرائيلية قد استهدفت منزلين في مخيم النصيرات وجباليا في وقت سابق السبت وأدتا إلى استشهاد 7 فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلًا يعود للمواطن نايف عبد الله بجوار مسجد سعد بن أبي وقاص في جباليا البلد شمال القطاع، ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين، بينهم أطفال ونساء.
وأضافت أن الاحتلال قصف منزلًا لعائلة غنيم قرب دوار أبو صرار بمخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين.
الآلاف يتظاهرون للتنديد بالحرب
وتوازيًا مع الغارات الدموية على غزة، خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن رئيسية حول العالم السبت للمطالبة بوقف إراقة الدماء في القطاع مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب.
وشارك حوالي 40 ألف متظاهر في مسيرة في وسط لندن وتجمع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون.
وتسبب العدوان الإسرائيلي على غزة باستشهاد ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، فضلًا عن تشريد كل السكان تقريبًا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت المتظاهرة أجنيز كوري في لندن: "للأسف ورغم حسن نوايانا، لا تعبأ الحكومة الإسرائيلية بشيء وهي ماضية ومستمرة في أعمالها الوحشية في غزة، والآن في لبنان وفي اليمن وربما أيضًا قد تحدث في إيران".
وأضافت: "حكومتنا، حكومتنا البريطانية، للأسف توافق على ذلك وتستمر في تزويد إسرائيل بالأسلحة".
وعلى مدار العام الماضي، أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضًا من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات في موجة من الغضب على الجرائم الإسرائيلية.
وفي باريس، قال المتظاهر اللبناني الفرنسي حسام حسين: "نخشى اندلاع حرب إقليمية لأن هناك توترات مع إيران في الوقت الراهن، وربما مع العراق واليمن"، مضيفًا: "نحن بحاجة حقًا إلى وقف الحرب لأنه لا يمكن تحمل وطأتها بعد الآن".
وفي روما، لوح نحو ستة آلاف متظاهر بالأعلام الفلسطينية واللبنانية، في تحد لحظر على التظاهر في وسط المدينة قبل الذكرى السنوية لاندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وفي حين يقول حلفاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها، تواجه إسرائيل تنديدات دولية واسعة النطاق بسبب جرائمها في غزة، والآن بسبب عدوانها على لبنان.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقادات، وقال إن طريقة حكومته في إدارة الحرب تهدف لمنع تكرار الهجوم الذي شنته حماس قبل عام تقريبًا، وفق زعمه.
وفشلت الدبلوماسية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فحماس تريد اتفاقًا ينهي الحرب، بينما تزعم إسرائيل بأن القتال لن ينتهي إلا بالقضاء على الحركة الفلسطينية.
وفي مانيلا، اشتبك ناشطون مع شرطة مكافحة الشغب بعد منعهم من تنظيم مظاهرة أمام السفارة الأميركية في العاصمة الفلبينية احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بالأسلحة.
ومن المقرر أن تخرج مظاهرات في مناطق أخرى حول العالم منها الولايات المتحدة وتشيلي لإحياء الذكرى الأولى لحرب غزة.