عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن انزعاجه الشديد بسبب "الخسائر الفادحة في الأرواح" في عدة مستشفيات في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي ممنهج خلّف أكثر من 11 ألف شهيد بينهم ما يزيد عن 4 آلاف طفل.
وقال المتحدث باسم الأمين الأممي ستيفان دوجاريك: "باسم الإنسانية، يدعو الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار".
ولليوم الـ39، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و320 شهيدًا، بينهم 4 آلاف و650 طفلًا، و3 آلاف و145 امرأة، فضلًا عن 29 ألف مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الإثنين.
في المقابل، شن وزير الخارجية الإسرائيلي هجومًا عنيفًا على غوتيريش بسبب مواقفه من الحرب على غزة.
"أعصابه فولاذية"
وقال إيلي كوهين خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في جنيف: "لا يستحق غوتيريش أن يكون على رأس الأمم المتحدة. لم يشجع غوتيريش أي عملية سلام في المنطقة ... غوتيريش، على غرار كل الأمم الحرة، ينبغي أن يقول بوضوح وبصوت عال: حرروا غزة من حماس".
وسئل ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، عن هذه التصريحات فأكد أن "الأمين العام يواصل عمله بأعصاب فولاذية، بهدوء، بعزم، و بالاستناد إلى مبادئ، وخصوصًا مبادئ ميثاق (الأمم المتحدة) والقانون الإنساني الدولي والإعلان العالمي لحقوق الانسان".
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها غوتيريش لانتقاد من جانب إسرائيل منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وقصف المستشفيات والأحياء السكنية وتهجير أكثر من مليون ونصف فلسطيني منذ السابع من الشهر الفائت.
هجوم إسرائيلي على غوتيريش
وسبق أن عبّر العديد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم إيلي كوهين نفسه عن غضبهم لمواقف أدلى بها غوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي، معتبرًا أن لهجمات حماس أسبابًا وجذورًا.
وردًا على ذلك، ألغى كوهين اجتماعا مقررًا مع الأمين العام في مقر المنظمة الأممية، فيما طالب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان باستقالته.
وأكد غوتيريش في حينه أنه "صدم للتأويل الخاطئ" لتصريحاته عن حماس، مؤكدًا أنه لم يبرر شن المقاومة الفلسطينية هجومًا على عمق مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الماضي، وأدت لمقتل وأسر مئات الإسرائيليين، ترغب المقاومة بمبادلتهم بأسرى فلسطينيين بسجون الاحتلال.
وحاليا تشتد المعاناة في قطاع غزة، حيث حذّر المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة من أنّ خزّانات الوكالة فرغت من الوقود ما يهدّد بتوقّف كل خدمات الوكالة، وبالتالي تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة يموت أهلها جوعًا وعطشًا ومرضًا.