الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تعكس الشيخوخة 30 عامًا.. العلماء يطورون تقنية حديثة تجدد خلايا الجلد

تعكس الشيخوخة 30 عامًا.. العلماء يطورون تقنية حديثة تجدد خلايا الجلد

شارك القصة

فقرة تستعرض التقدم التكنولوجي في مجال طب التجميل لمحاربة الشيخوخة (الصورة: غيتي)
كشف باحثون في جامعة كامبريدج أنهم أعادوا برمجة خلايا الجلد التي أصيبت بالشيخوخة لاستعادة وظيفتها جزئيًا إلى حالة أكثر "شبابًا" عبر الاستعانة بعلم الأحياء التجديدي.

توصلت دراسة إلى أن طريقة علمية جديدة يمكنها أن تجدد خلايا الجلد البشرية لتعيدها بالزمن إلى الوراء بمقدار 30 عامًا. وكشف باحثون في جامعة كامبريدج أنهم أعادوا برمجة خلايا الجلد التي أصيبت بالشيخوخة لاستعادة وظيفتها جزئيًا إلى حالة أكثر "شبابًا"، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وفي التجارب، أصبحت الخلايا المسنة أشبه بخلايا الجلد التي تسمى الخلايا الليفية التي تنتج الكولاجين، وهو بروتين يربط الجسم ببعضه ويحافظ على قوته.

ويتناقص عدد الخلايا الليفية في جلد الإنسان تدريجيًا مع تقدم العمر. وتصبح هذه الخلايا أيضًا ذابلة مع تقدمنا في السن.

ثورة في الطب التجديدي

ويمكن أن تؤدي النتائج الجديدة إلى نهج محدّث لعلاج الشيخوخة، والذي يمكن أن يحدث ثورة في الطب التجديدي.

وأجري البحث الجديد في معهد بابراهام بجامعة كامبريدج، ونشر في مجلة "إي لايف". وقال الدكتور ديلغيت غيل من معهد بابراهام: "تمثل نتائجنا خطوة كبيرة إلى الأمام في فهمنا لإعادة برمجة الخلايا".

وأضاف: "لقد أثبتنا أن الخلايا يمكن أن تتجدد من دون أن تفقد وظيفتها وأن التجديد يسعى إلى استعادة بعض الوظائف للخلايا القديمة". 

واعتبر أن وجود انعكاسًا لمؤشرات الشيخوخة في الجينات المرتبطة بالأمراض يعد واعدًا بشكل خاص لمستقبل هذا العمل. 

فمع تقدم الناس في السن، تتدهور قدرة خلاياهم على العمل ويراكم الجينوم - مخطط الحمض النووي - علامات الشيخوخة.

علم الأحياء التجديدي

ويهدف علم الأحياء التجديدي إلى إصلاح الخلايا أو استبدالها بما في ذلك الخلايا القديمة. ومن أهم الأدوات في علم الأحياء التجديدي القدرة على تكوين خلايا جذعية "مستدحثة".

ومع ذلك، فإن هذه العملية تجرّد بشكل أساسي الخلايا من وظيفتها وتمنحها القدرة على أن تصبح أي نوع من الخلايا.

وتعتمد الطريقة الجديدة على التقنية الحائزة على جائزة نوبل التي يستخدمها العلماء لصنع الخلايا الجذعية، والتي ابتكرها الدكتور شينيا ياماناكا.

ففي عام 2007، كان ياماناكا أول عالم يحول الخلايا الطبيعية التي لها وظيفة محددة إلى خلايا جذعية تتمتع بقدرة خاصة على التطور إلى أي نوع من الخلايا.

وتستغرق العملية الكاملة لإعادة برمجة الخلايا الجذعية حوالي 50 يومًا باستخدام أربع جزيئات رئيسية تسمى عوامل نسخ ياماناكا. 

والطريقة الجديدة التي تسمّى "إعادة برمجة مرحلة النضج العابرة"، تعرض الخلايا لعوامل ياماناكا لمدة 13 يومًا فقط.

وفي هذه المرحلة، تزال التغييرات المرتبطة بالعمر وتفقد الخلايا هويتها مؤقتًا. وتعطى الخلايا المعاد برمجتها جزئيًا وقتًا لتنمو في ظل الظروف العادية، لمراقبة ما إذا كانت وظيفة خلايا الجلد المحددة قد عادت أم لا.

وأظهر تحليل الجينوم أن الخلايا قد استعادت علامات مميزة لخلايا الجلد (الخلايا الليفية). وقد تأكد ذلك من خلال مراقبة إنتاج الكولاجين في الخلايا المعاد برمجتها.

وقد يفتح هذا البحث أيضًا إمكانيات علاجية أخرى في المستقبل، حيث لاحظ الباحثون أن طريقتهم تؤثر أيضًا على الجينات الأخرى المرتبطة بالأمراض والأعراض المرتبطة بالعمر.

التقدم التكنولوجي في طب التجميل

وبعيدًا عن الطب التجديدي، فقد أحرز التقدم التكنولوجي تطورًا ملحوظًا في مجال طب التجميل، ولاسيّما بالنسبة لتقنيات الليزر التي أصبح بعضها بديلًا للجراحة.

وأوضح أشرف بدوي، المستشار في الأمراض الجلدية والتجميل والليزر، في حديث إلى "العربي" ضمن برنامج "صباح النور"،  أهمية معرفة طبيعة الجلد لتفادي علامات التقدم في العمر. ويشرح أن شيخوخة الجلد تبدأ من سن 20 عامًا، حيث تفقد البشرة الكولاجين بمعدل 1 إلى 2% سنويًا، وتتضاعف هذه النسبة في المساحات المعرّضة للضوء والشمس من البشرة. 

ويعتمد الأطباء على تقنية الليزر لاستهداف طبقات الجلد الثلاث: السطحية والمتوسطة، حيث نجد الكولاجين، والعميقة. 

تقنيات الليزر الحديثة

ويشرح بدوي أن جهاز الليزر المتوفر الآن يولّد حرارة تؤدي إلى شد الجلد وتحفيز الكولاجين، وتكمل التقنيات التي تستخدم على باقي الطبقات الجلدية في إعادة تكوين هذه الطبقات ووظائفها.

وتتميز هذه التقنية بأنها رباعية الأبعاد، وتمكّن الطبيب من الوصول إلى جميع الخلايا الجلدية وعلاجها، وفقًا لبدوي.

كما يركّز الأطباء على تحسين تكوين ووظائف الجلد ومن ثم ترميم الخلل الحاصل عبر استخدام مواد خارجية مثل "الفيلر" و"البوتوكس"، وفقًا لبدوي. ويؤدي ذلك إلى تجنب حصول شيخوخة الجلد لفترة أطول.

وتتفاوت النتائج بحسب تفاوت المشاكل الجلدية التي يعاني منها الفرد. وفي هذا الإطار، يشير بدوي إلى تطور الوعي الذي أسهم في تحوّل إيجابي في عادات الناس، فبدأوا باللجوء لأطباء التجميل قبل ظهور علامات التقدم في العمر. 

وتطبيق هذه التقنيات لن يحدث نتائج ظاهرة للعيان لكن سيضمن بقاء البشرة كما هي عليه لفترة طويلة. وستظهر النتائج بشكل أوضح وفوري عند وجود علامات تقدم في العمر واضحة للعيان، وفقاً لبدوي الذي يشدد على أهمية الاستمرارية في تطبيق هذه التقنية بشكل دوري بعد تطبيق الجلسات الثلاث الأولى. ويقول: "يمكن أن توفر جلستان أو ثلاث سنويًا الوقاية المطلوبة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close