ندّدت إيران، اليوم السبت، بما أسمته "صمت" المجتمع الدولي بعد هجمات دامية شهدتها مدن إيرانية عدة ووصفتها الحكومة بأنها أعمال "إرهابية"، وذلك في وقت تعهدت فيه لندن بالعمل مع الحلفاء على مواجهة "التهديد الإيراني".
وتتواصل في إيران مظاهرات اندلعت منذ 16 سبتمبر/ أيلول الماضي احتجاجًا على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في العاصمة طهران.
وتتهم السلطات الإيرانية قوى خارجية بالوقوف وراء حركة الاحتجاج في محاولة لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية، وتعتبر طهران أن معظم التظاهرات "أعمال شغب".
"صمت متعمد"
وفي بيان نشرته وكالة أنباء "إرنا" الرسمية، قالت وزارة الخارجية الإيرانية: إنّ "الشعب الإيراني والمجتمع الدولي شهدا في الأيام الأخيرة أعمالاً إجرامية من قبل مجموعة من الإرهابيين لا تعرف الرحمة ضدّ المواطنين الأبرياء والمدافعين عن أمن إيران في مدن إيذة وأصفهان ومشهد".
وأضافت الوزارة أن "الصمت المتعمّد للمروّجين الأجانب للفوضى والعنف في إيران، في مواجهة العمليات الإرهابية... ليس له نتيجة سوى تشجيع الإرهابيين وتعزيز الإرهاب في العالم".
وقُتل عشرة أشخاص الأربعاء الماضي، بينهم امرأة وطفلان، إضافة إلى ضابط في الشرطة، خلال هجومين منفصلين في إيذه (جنوب غرب) وأصفهان (وسط)، وفقًا لوسائل إعلام ومصدر طبي.
وعزت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية الهجوم في إيذة إلى "إرهابيين".
وفي مشهد (شمال شرق)، قُتل اثنان من أفراد قوات الباسيج شبه العسكرية طعنًا الخميس أثناء محاولتهما التدخّل ضدّ "مثيري الشغب"، بحسب وكالة "إرنا"، فيما أعلن جهاز السلطة القضائية السبت عن اعتقال المنفّذ المفترض للهجوم.
وقالت وزارة الخارجية: "من واجب المجتمع الدولي ... إدانة الأحداث الإرهابية الأخيرة في طهران".
"إراقة الدماء"
من جانبه، تعهّد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي السبت بالعمل مع الحلفاء "لمواجهة التهديد الإيراني"، متهمًا الجمهورية الإسلامية بـ"إراقة الدماء" من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا.
وكانت إيران أقرّت بأنّها أرسلت طائرات مسيّرة إلى روسيا، لكنّها أصرّت على أنها زوّدت حليفتها بها قبل الهجوم على أوكرانيا.
وقال كليفرلي في مؤتمر حوار المنامة السنوي في البحرين: إن "الأسلحة الإيرانية تهدّد المنطقة بأسرها"، مشيرًا إلى أن "البرنامج النووي الإيراني اليوم أكثر تقدمًا من أي وقت مضى والنظام لجأ إلى بيع روسيا الطائرات المسيرة المسلحة التي تقتل المدنيين في أوكرانيا".
وتابع وزير الخارجية البريطاني: "بينما يتظاهر شعبهم ضد عقود من القمع، يريق حكام إيران الدماء والدمار عبر المنطقة (الشرق الاوسط) وفي مناطق بعيدة مثل كييف".
"مواجهة التهديد الإيراني"
وأكد أن بريطانيا عازمة على العمل "جنبًا إلى جنب مع أصدقائنا لمواجهة التهديد الإيراني، ومنع تهريب الأسلحة التقليدية، ومنع النظام من امتلاك قدرة أسلحة نووية".
وكان وزير الخارجية البريطاني يتحدث بعد يوم من تحذير رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في البحرين من أن "انتشار الأسلحة" الإيرانية يشكل تهديدًا لأوروبا، ملمحة إلى مزيد من العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أكثر من كبار المسؤولين والمنظمات الإيرانية من بينهم وزير الداخلية الإيراني بسبب الحملة المستمرة لمواجهة المتظاهرين الإيرانيين وتزويد روسيا بطائرات مسيّرة. وحذرت طهران من رد "متناسب وحازم" العقوبات الأوروبية الموسعة.