أعلن مؤرخون أمس الإثنين، العثور على رفات نحو 20 ألف شخص في مدينة أوديسا بجنوب أوكرانيا، حيث تتواصل أعمال حفر في موقع يعتقد أنه مقبرة جماعية لضحايا إرهاب ستالين.
وتفيد تقديرات بأن عظام ما بين 5 آلاف و20 ألف شخص مدفونة في الموقع، ما يجعلها واحدة من أكبر المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في أوكرانيا حتى الآن.
وعُثر على هذه الرفات خلال الشهر الجاري، بالقرب من مطار أوديسا بعد أن بدأت أعمال استكشافية في إطار خطط لتوسيعه.
"حملة الرعب الكبيرة"
وقال المؤرخ المحلي أولكسندر بيبيش لصحافيين في الموقع الذي كان حتى وقت قريب مكب نفايات: "حتى اليوم تم اكتشاف 29 قبرًا والجثث مدفونة في عدة طبقات"، مضيفًا: "يمكننا في الواقع أن نرى بوضوح خمس طبقات على الأقل".
ويعتقد المؤرخون أن هؤلاء الأشخاص أُعدموا في ثلاثينيات القرن الماضي، أي المرحلة التي عرفت باسم "حملة الرعب الكبيرة" لستالين.
وأشارت عالمة الآثار تيتيانا سامويلوفا، كبيرة المستشارين في الموقع إلى طريقة إعدام هؤلاء، قائلة: "حفروا حفرًا في القمامة وألقوا بهؤلاء الأشخاص أو قتلوهم بالرصاص أثناء وقوفهم هناك".
وأضافت وهي تقف بجانب عشرات القبور التي تم وضع علامات عليها: "قاموا بعد ذلك بتغطيتهم بنفس القمامة".
وذكرت إحدى مجموعات البحث أن الأمر تطلب 400 شاحنة لإزالة الطبقة العليا من القمامة.
من جهته، أوضح رئيس بلدية أوديسا غينادي تروخانوف: "عندما نقوم بإخراج الجثث سنقرر ما سنفعله هنا، نخطط بالطبع لإقامة نصب تذكاري".
اكتشافات سابقة
وفي السنوات الماضية، جرى اكتشاف عدة حفر جماعية في هذه المنطقة، فيما لا تزال جنسيات السجناء والجرائم التي حكم عليهم بالإعدام بسببها غير معروفة.
ويقول مؤرخون إنه: تم سجن أو إعدام مئات الآلاف من الأوكرانيين في معسكرات خلال فترة القمع الستاليني.
ومن بين أشهر مواقع الإعدام، غابة بالقرب من قرية بيكيفنيا في ضواحي العاصمة كييف، حيث دُفن عشرات الآلاف من الضحايا في 1937-1941.
ولقي الملايين من الأوكرانيين حتفهم في المجاعة الكبرى التي حدثت في 1932-1933 أيضًا والتي تعتبرها كييف إبادة جماعية دبرها ستالين.