يتصاعد الغضب في الداخل الإسرائيلي من الحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو، بسبب سياستها العسكرية في قطاع غزة وفشل الجيش الإسرائيلي في استعادة المحتجزين الإسرائيليين والقضاء على حركة "حماس".
ويترجم هذا الغضب في استطلاعات الرأي التي تكشف تغير قناعات الإسرائيليين، توازيًا مع انشغال الداخل الإسرائيلي بالحديث عن الأسرى الذين قتلوا بالغاز في أحد الأنفاق، وقبلهم الذين قتلوا على يد قناصة جيش الاحتلال.
الإسرائيليون غير مقتنعين
في هذا الصدد، ينقل مراسل "العربي" من تل أبيب أحمد دراوشة وجود تغيير كبير في استطلاعات الرأي، ففي الأسابيع الأولى من الحرب، كان هناك نوع من الإجماع لدى الإسرائيليين وتحديدًا لأكثر 80% منهم، على أن الجيش الإسرائيلي سيكون قادرًا على تحقيق إنجازات عسكرية وتحرير الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.
ولكن بحسب آخر استطلاع نشرته القناة 13 الإسرائيلية أمس الأحد، انخفضت هذه النسبة إلى نحو 50%، ما يشير وفق دراوشة إلى تغيير كبير في موقف الإسرائيليين تجاه عمليات جيشهم في قطاع غزة.
وتراجعت تقريبًا ثقة 40% من الإسرائيليين بقدرة قوات الاحتلال على استعادة المحتجزين، وهذا التغيير هو الأكبر منذ بداية الحرب يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، بحسب مراسلنا.
وقالت القناة الإسرائيلية إن "موقف الجمهور من صفقة تقبل إسرائيل بموجبها جميع المختطفين مقابل وقف الحرب وإطلاق سراح جميع معتقلي حماس في إسرائيل في حال تقديم هذا العرض، أيّدها 35% من المشاركين وعارضها 46%، فيما يوجد 19% أجابوا بأنهم لا يعرفون".
ويردف دراوشة في هذا الصدد: "في كل القضايا المطروحة لم تتغير آراء الإسرائيليين بهذا الشكل إذ ظلّت ثابتة سوى في هذا الموضوع، فعلى سبيل المثال لم يكن هناك ارتفاع أو انخفاض بشعبية بنيامين نتنياهو، وكذلك الأمر مع بيني غانتس.. فنرى بالتالي تغيّرًا كبيرًا جدًا بوجهة نظر الإسرائيليين حول الحرب ما يعكس حجم الأزمة في الداخل الإسرائيلي".
فشل تقديم نصر معنوي
كذلك يقدّر دراوشة أن يستمر هذا المنحى التنازلي في آراء الإسرائيليين خلال الفترة المقبلة، خصوصًا وأن إسرائيل تصطدم مؤخرًا بانعكاس كل ما كانت تريد الترويج له سلبًا عليها.
ويوضح مراسل "العربي": "أرادت إسرائيل الترويج لأنها سيطرت على نفق قبل أيام كان فيه أسرى إسرائيليون، لكن الإسرائيليين ردوا بأنهم وصلوا متأخرين، بالتالي لم تنجح السلطات بعد في تقديم إنجاز ميداني أو معنوي للرأي العام".
فبينما لا يزال الإسرائيليون يجمعون على أنهم ما زالوا تحت صدمة السابع من أكتوبر، هناك شرخ في الآراء حول قضية الأسرى يتحول باتجاه ضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب على قطاع غزة والتوجه نحو صفقة تبادل أسرى.
تراجع شعبية نتنياهو
في السياق، أفاد استطلاع الرأي نشرته القناة 13، أنه لو جرت الانتخابات اليوم سيحصل حزب "الوحدة الوطنية" برئاسة بيني غانتس على 37 من مقاعد الكنيست الـ 120، مقارنة مع 12 مقعدًا يشغلها حاليًا.
أما حزب "الليكود" برئاسة نتنياهو، فقد يحصل على 16 مقعدًا فقط مقارنة مع 32 مقعدًا يشغلها حاليًا، فيما حزب "هناك مستقبل" برئاسة زعيم المعارضة يائير لابيد كان ليحصل على 14 مقعدًا مقارنة مع 24 مقعدا حاليًا.
وأشارت القناة إلى أن 30% من المشاركين في الاستطلاع، قالوا إن نتنياهو هو الأنسب لمنصب لرئاسة الحكومة إذا كان منافسه غانتس الذي يحصل على تأييد 48%، فيما لم يملك بقية المستطلعة آراؤهم موقفًا محددًا.
وتلفت القناة العبرية: "سألنا عن الاعتبار الرئيسي الذي يدفع نتنياهو في اتخاذ القرارات خلال الحرب، فأجاب 53% بأنها مصلحته الشخصية، مقارنة مع 33% يعتقدون أن مصلحة الدولة هي التي تقوده"، في حين لم تملك بقية النسب رأيًا محددًا.