Skip to main content

تغير المناخ يهدد جبال الألب.. هل تشهد أوروبا نزاعًا على الأمن المائي؟

الجمعة 4 نوفمبر 2022

من المتوقع أن تشهد أعلى قمم أوروبا أزمة في أهم وأثمن موردٍ على كوكب الأرض، إذ قد تصبح المياه الصافية النابعة من جبال الألب والتي كانت وفيرة على مرّ قرون، محل نزاعٍ متزايد بين دول أوروبية مستفيدة من مياهها الجوفية.

فلن يسلم هذا الثوب الأبيض الشهير هو الآخر من تداعيات التغيّر المناخي وذوبان الأنهار الجليدية خلال الأعوام المقبلة.

وتحتاج إيطاليا على سبيل المثال إلى مياه الألب لري المحاصيل خلال الربيع والصيف، بينما تود السلطات السويسرية وقف التدفقات لضمان زيادة سرعة محطات توليد الطاقة الكهرومائية عند الحاجة.

قضية ملحة

وأثار هذا القلق، مبعوثون حكوميون من 8 دول تقع جبال الألب ضمن حدودها في منطقة بريج جنوبي سويسرا ضمن تجمع يعرف باسم "اتفاق جبال الألب"، الذي وجد من أجل المساعدة على تنسيق الحياة والترفيه والموارد المحدودة لأكثر الجبال شهرة في أوروبا.

وتسبب الاحتباس الحراري في تراجع مقلق في الأنهار الجليدية بجبال الألب هذا العام وخصوصًا في سويسرا، لذلك تتخذ مسألة المياه المتجمدة في أعالي الجبال أو التي تمطر أو تتساقط الثلوج عليها أهمية متزايدة.

ويشير التقرير التاسع عن حالة جبال الألب الذي صاغه المضيفون السويسريون أخيرًا، إلى أن إمدادات المياه قضية ملحة خصوصًا لأن جبال الألب هي خزانٌ ضخمٌ للمياه يستفيد منه نحو 170 مليون شخص.

وبفعل التغير المناخي تنحسر الأنهار الجليدية وتتغير أنظمة هطول الأمطار باستمرار، وبالتالي سيكون انخفاض كميات المياه ومحدودية الموثوقية في إمداداتها قضية رئيسية في العقود المقبلة، فيفرض هذا الواقع وفقًا للمعنيين تحركًا لبلدان جبال الألب على مستويين.

صورة تظهر الانحسار الجليدي في نهر باستيرز بالنمسا مقارنة مع العام 2010 – غيتي

المستوى الأول، العمل المناخي الحازم الذي من شأنه أن يوقف الاحتباس الحراري العالمي بما يمكنه الحفاظ على الأنهار الجليدية المتبقية.

أما المستوى الثاني، فهو التكييف مع التغيرات المناخية في توازن المياه بجبال الألب وفي الأنهار التي تغذيها المياه الآتية منها.

السياسة المائية الأوروبية

ومن عمّان، يشير المستشار في سياسات تغير المناخ بشار زيتون إلى أن منطقة جبال الألب ستعاني إلى جانب النقص في إمدادات المياه، من آثار أخرى مثل فقدان التنوع الحيوي وغيرها.

رغم ذلك، لا يعتقد زيتون أن الأزمة ستتطور إلى نزاع على المياه بين الدول الأوروبية، إذ إن القارة تضم مؤسسات قوية لديها ما يكفي من المصادر المالية والبشرية والفنية والتقنية لبحث سبل الحل بعيدًا عن التوترات.

وعليه، يرى المستشار في سياسات تغير المناخ أن المؤسسات الأوروبية ستعمل على مناقشة التحديات ودراسة إجراءات التكييف الضرورية، بينما ستزداد الأزمة حدةً مع الارتفاع في متوسط درجة الحرارة، وانحسار الكتل الجليدية والتناقص في كميات المياه وتأثر نشاطات الرعي والزراعة التقليدية في المنطقة.

ويردف في حديث مع "العربي": "المشكلة ستكون اقتصادية واجتماعية وربما ثقافية، لكن لا أعتقد أنها ستصل إلى حد التوترات السياسية والنزاعات بين البلدان بشأن حصص المياه".

المصادر:
العربي
شارك القصة