الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

كارثة غير مسبوقة.. ذوبان الأنهر الجليدية يحطم الأرقام القياسية بسويسرا

كارثة غير مسبوقة.. ذوبان الأنهر الجليدية يحطم الأرقام القياسية بسويسرا

شارك القصة

نافذة ضمن "صباح جديد" تسلط الضوء على خطورة ذوبان الأنهر الجليدية على الحياة البشرية (الصورة: غيتي)
حذر خبراء في سويسرا من تداعيات أسوأ معدل لذوبان الأنهار الجليدية منذ أكثر من 100 عام، حيث فقدت كميات كبيرة من الجليد بفعل التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.

عبر خبراء في سويسرا عن خشيتهم مما أسموه بأنه أسوأ معدل لذوبان الأنهار الجليدية منذ أكثر من 100 عام، مطلقين جرس الإنذار بسبب التأثير المتسارع للتغير المناخي على الأنهار، حيث فقدت كميات كبيرة من الجليد بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري هذا الصيف.

وتعبيرًا عن خشيتهم من ذوبان الأنهار الجليدية السويسرية، التي سجلت أسوأ معدل ذوبان لها منذ أن بدأت السجلات قبل أكثر من قرن من الزمان، يقول المراقبون: "لقد كان أمرًا مروعًا ومدهشًا حقًا أن نرى مقدار الذوبان الذي يمكن أن يحدث بالفعل".

فقد فقدت الأنهار الجليدية السويسرية هذا العام 6% من حجمها المتبقّي، أو ما يقرب من ضعف الرقم القياسي السابق لعام 2003، وفقًا لشبكة مراقبة الأنهار الجليدية السويسرية.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس مراقبة الأنهار الجليدية في سويسرا ماتياس هاس: "نتائج الجبال الجليدية السويسرية للعام الماضي مقلقة حقًا. لقد فقدنا قدرًا من الجليد، لم يسبق له مثيل منذ أن بدأت القياسات قبل أكثر من مئة عام. لقد فقدنا كمية هائلة من الجليد، أكثر بكثير من الرقم القياسي السابق لعام 2003".

أما الخسائر الفادحة فهي نتيجة الانخفاض الاستثنائي لتساقط الثلوج في فصل الشتاء مصحوبًا بموجات حر متتالية، إذ كان الذوبان شديدًا، لدرجة أن الصخور العارية التي ظلت مدفونة لآلاف السنين عادت إلى الظهور في موقع واحد.

ويوضح هاس: "لقد علمنا من خلال سيناريوهات المناخ أن هذا الوضع سيأتي على الأقل في وقت ما في المستقبل. لقد أدركنا أن المستقبل موجود بالفعل هنا. في الوقت الحالي ربما كانت هذه التجربة الأكثر الإثارة للدهشة أو الصدمة في هذا الصيف".

أما إذا استمرت انبعاثات غاز الاحتباس الحراري في الارتفاع، فمن المتوقع أن تفقد الأنهار الجليدية في جبال الألب أكثر من 80% بحلول عام 2100.

وسيختفي كثير من الركام الجليدي في البلاد، بقطع النظر عن الإجراءات المتخذة بشأن الانبعاثات الآن، وذلك بفعل الاحتباس الحراري العالمي الذي تسببت فيه الانبعاثات السابقة وفقًا لتقارير أممية.

"أزمة مناخية"

وفي هذا الإطار، يوضح الخبير والمستشار في قضايا البيئة والتغيرات المناخية سعيد شكري، أن العلم كان قد تنبأ بالظواهر التي تسمى بالمتطرفة، وقد بنى سيناريوهات ودراسات أكدت أن هذه الظواهر مقبلة.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من مدينة طنجة المغربية، أن ذوبان الثلوج التي تتراكم على مستوى الجبال والتي تعتبر بمثابة خزانات، وتغذي الأنهار، ستُفقد البشرية مجموعة من الامتيازات التي كانت عندها قبل ظاهرة الذوبان هذه.

ويتابع شكري أن جميع الدراسات التي تهتم بالتغيرات المناخية أعطت بالأرقام وبالسنوات مجموعة من الظواهر التي ستتكرر وستزداد حدتها، ومنها ذوبان الثلوج في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

ويرى الخبير البيئي أن العالم وصل إلى الأزمة المناخية وتخطى التغيرات المناخية، بدءًا من ذوبان الجليد إلى ظاهرة الحرائق التي ضربت مجموعة من الدولة، بالإضافة إلى الفيضانات والأعاصير التي عصفت بدول أخرى.

ويبين شكري أن ظاهرة التغيرات المناخية تؤثر على البشرية، لكن الإشكال الحقيقي يتمثل بغياب العدالة المناخية، مشيرًا إلى أن من يدفع ثمن التغيرات المناخية هي الدول غير المسؤولة عن هذه التغيرات كقارة إفريقيا.

ويوضح أن التقارير العلمية، ولا سيما التقرير السادس للهيئة العلمية للتغيرات المناخية أكد أن الأنشطة البشرية هي المسؤولة تقريبًا عن 95% من التغيرات المناخية، مؤكدًا أن الحل لهذه الظاهرة موجود في حال اتخذ العالم إجراءات عملية وآنية.

ويخلص شكري إلى أن المبادرات المناخية مهما كان حجمها لها فائدة، لكن الدول المتقدمة ما زالت تعيش تعنتًا وأفكارًا لا ترقى لمستوى الحدث.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close