أكّدت لجان ود مدني السودانية مقتل ما لا يقل عن 100 مواطن، إثر مجزرة نفّذتها قوات الدعم السريع في قرية ود النورة التابعة لولاية الجزيرة وسط البلاد.
فقد قالت لجان مقاومة ود مدني في بيان، إن "قرية ود النورة بولاية الجزيرة شهدت إبادة جماعية الأربعاء جراء هجوم من قوات الدعم السريع على القرية.. أسفر عن مقتل ما قد يصل إلى 100 شهيد".
وأشار البيان إلى أن العدد النهائي للقتلى والمصابين لهجوم "الدعم السريع" لم يتضح بعد، فيما أرفقت البيان بمقطع فيديو على فيسبوك يظهر مراسم دفن القتلى في مقابر بساحة عامة في قرية ود النورة.
ماذا بعد مجزرة ود النورة؟
ومتابعةً لهذه الأحداث، يلفت عثمان الميرغني رئيس تحرير صحيفة "التيار" السودانية إلى أنه على الرغم من أن ولاية الجزيرة في السودان شهدت العديد من الحوادث المشابهة خلال الفترة الماضية منذ اجتياحها من قبل "الدعم السريع" منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول، إلا أن هذه الحادثة بالتحديد تغير كل الموازين.
ويؤكد الميرغني أن ما حصل في ولاية الجزيرة تسبب بصدمة كبيرة بسبب بشاعة الحدث، ولا سيما أن هذه القرية كانت مسالمة وبعيدة تمامًا عن مواقع العمليات العسكرية، وظلت طوال فترة كبيرة لا يعرفها أحد.
ويردف في حديث مع "العربي" من القاهرة أن العملية في ود النورة استمرت لساعات طويلة، وكان القتل يتم بالأسلحة الثقيلة ومن مسافة بعيدة "ما تسبب بنوع من الصدمة العارمة على اعتبار أن القتل تحول إلى عمل مجاني، يمكن أن يتم بأية لحظة ومن دون أية حيثيات أو خشية من عواقب".
ويشير الميرغني رئيس تحرير صحيفة "التيار" في هذا الإطار، إلى أن المشاهد المصورة لعمليات القتل تم تصويرها من قبل من قاموا بالهجوم نفسه ما يعني أنهم صوروا كل تفاصيل المجزرة منذ بدايتها إلى نهايتها بصورة دقيقة، مردفًا أن "ذلك يعني بأنهم (قوات الدعم السريع) لا يكترثون لعواقب مثل هذا الحدث، وأنه عمليًا أصبحت الحرب تتبع سياسة الأرض المحروقة عبر قتل كل شيء إنسان وتدمير الممتلكات ولو كانت بعيدة عن المناطق التي يمكن أن تسمى عسكرية".
وعليه، يشدد الميرغني على أن الصراع تحول اليوم إلى حرب ضد المواطن السوداني وليس فقط ضد الجيش أو أي قوى سياسية أخرى.
كيف ينظر المجتمع الدولي إلى حرب السودان؟
وتعليقًا على تصريح للمبعوث الأميركي للسودان طوم بيريلو قال فيه إن هذه الحرب قد تتحول إلى صراع إقليمي وقد يحول السودان إلى "دولة فاشلة"، يلاحظ رئيس تحرير صحيفة "التيار" أن المبعوث الأميركي "أشبه بمعلق على مباراة".
ووفقًا لقوله، ظل المبعوث الأميركي منذ بداية تكليفه هذا العام "يطلق التصريحات عن أن الأوضاع ستكون سيئة، وأن شهر يونيو الحالي سيكون آخر فرصة للتعامل مع الأزمة السودانية.. لكنه ظل يردد ذلك دون تحقيق أي تقدم على أي مستوى خارجي يمكن أن يكبح جماح هذه الحرب".
وبحسب الميرغني لم يحرك المجتمع الدولي ساكنًا في وقت ينتظر الجميع بارقة الأمل الأخيرة المتمثلة بملف المفاوضات، التي يمكن أن تخرج السودان من هذه الحرب.
ويتابع: "ليس هناك من جديد أو خطوات حقيقية.. حتى في اتصالات المبعوث مع القوى السياسية السودانية لم يبدر منه ما يؤكد أنه استطاع وضع خارطة طريق حقيقية لتقوم هذه القوى بدورها".