تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة مع تواصل العدوان الإسرائيلي على القطاع، وسط التجويع والتهجير والحصار ومنع دخول المساعدات وقصف مراكز إيواء النازحين، وعرقلة وصول الرعاية الصحية إلى مستحقيها.
فمنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
كما تسبب العدوان بدمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
وأفادت الأمم المتحدة بأنه منذ بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، رُفضت أو عُرقلت كل محاولة لها للوصول إلى شمال غزة المحاصر وإرسال البعثات الغذائية والصحية.
وحذرت من إمكانية تجاوز عتبة المجاعة في شمال القطاع، في ظل ارتفاع معدل الوفيات، بسبب سوء التغذية وتدهور الأوضاع الصحية في شتى أرجاء غزة، وفق منظمة الصحة العالمية.
إلى ذلك، أصيب 90% من الأطفال دون سن الخامسة بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية، بينما يعاني 25% من النساء من الأمراض الجلدية، وغيرها من المشكلات الصحية، مع تسجيل 11 ألف إصابة بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي خلال أسبوع واحد فقط مطلع الشهر الجاري.
من جهة أخرى، أشارت الأمم المتحدة وشركاؤها إلى عمليات التهجير التي يتعرض لها سكان القطاع مع تواصل القصف الإسرائيلي المكثف وأوامر الإخلاء.
فما بين 100 ألف و130 ألف شخص تعرضوا للتهجير على مدى الأسابيع الخمسة الماضية من محافظات الشمال إلى مدينة غزة.
كما هُجر نحو 500 شخص من شمال غزة إلى جنوبها منذ السادس من أكتوبر الماضي، وفق منظمات إنسانية، بينما لم يبرح قرابة 75 ألفًا أماكنهم في شمال القطاع.
وتفاقم هذه الأزمة الإنسانية الشاملة مأساةُ استهداف المدارس التي تؤوي النازحين، إذ إن 64 هجومًا استهدف هذه المنشآت في غزة خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق منظمة "اليونيسف"، شمل 25 مدرسة في شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد 128 شخصًا أغلبهم من الأطفال.
ويواجه قطاع غزة مخاطر جسيمة، حسبما تحذر المنظمات الإنسانية، بسبب العدوان الإسرائيلي وانتشار الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والنقص الحاد في جميع الاحتياجات، مما يزيد من تدهور الوضع الإنساني مع اقتراب فصل الشتاء.