توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين لم يتغلبوا أبدًا على نفورهم من بعض الأطعمة كالبروكلي، أو إدمان رقائق البطاطس يمكنهم إلقاء جزء من اللوم على جيناتهم.
وعلى الرغم من أن نمط الحياة والبيئة والحالة الاجتماعية والاقتصادية يمكن أن تؤثر على نظامنا الغذائي، إلا أن الحمض النووي قد يكون له أيضًا علاقة بهذه الخيارات.
حيث كشفت دراسة حديثة عن الجمعية الأميركية للتغذية أن الجينات المرتبطة بالتذوق قد تكون في الواقع مسؤولة عن إملاء الأطعمة التي نختار تناولها.
وكانت الدراسات السابقة قد وجدت روابط بين المتغيرات الجينية وأذواق الناس لبعض الأطعمة، وكيفية تأثيرها على تفضيلاتهم الغذائية والتي بدورها قد تؤثر على صحتهم وخطر الإصابة بأمراض مزمنة.
وتم فحص أكثر من 6000 شخص في الدراسة الجديدة من خلال جودة نظامهم الغذائي، وعوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب مثل محيط الخصر ومستوى الكوليسترول وضغط الدم.
ومن المثير للاهتمام أن الحساسية العالية للمذاقات الحلوة لم تكن مرتبطة بتفضيل أي مجموعة غذائية، لكن هؤلاء الأشخاص يميلون إلى انخفاض نسبة الدهون الثلاثية، والتي يمكن أن تزداد مع اتباع نظام غذائي غني بالنشويات أو الكربوهيدرات.
في المقابل، أكد الباحثون أن هذه الارتباطات لا تعني أن جينات الفرد تحدد تفضيلاته الغذائية، ومع ذلك فإن تحديد أي أسس جينية يمكن أن يساعد العلماء على فهم أفضل بسبب معاناة الكثير من الناس بتناول الأطعمة التي يعرفون أنها مفيدة لهم.
"جينات الإنسان وحاسة التذوق"
وفي هذا الإطار، أوضحت الاختصاصية في التغذية ماري بيل حرب أن الدارسات بينت أن هناك رابطًا قويًا بين جينات الإنسان وحاسة التذوق لديه، وأن الجينات تلعب دورًا أساسيًا في هذا الأمر كما تختلف من شخص بحاسة التذوق.
وأضافت في حديث لـ"العربي" أن الجينات تحدد أيضًا عدد مستقبلات التذوق، وقد تصل عددها إلى 10 آلاف.
وذكرت أن دراسات عديدة أكدت أن الإنسان يولد ومعه 5 أنواع من المذاقات (الحلو، الملح، الحامض، المرّ، و"أومامي" أي (umami) الطعم اللاذع) وتختلف قوتها من شخص إلى آخر.
وبينت ماري بيل حرب أن حاسة التذوق قد تخف تدريجًا أو تختفي لدى المسنين ما فوق الـ70 عامًا.
وأكدت أن السيطرة على عادة الفرد في الطعام صعبة، بخاصة في حال كانت الجينات مسؤولة عن نوع محدد من المذاقات.