الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

تفوق التوقعات السابقة.. دراسة تحذر من أضرار التدخين على صحة القلب

تفوق التوقعات السابقة.. دراسة تحذر من أضرار التدخين على صحة القلب

شارك القصة

فقرة تستعرض دراسة بريطانية حديثة نشرت في أغسطس الجاري حول علاقة التدخين بالإصابة بأمراض السرطان (الصورة: غيتي)
أظهرت دراسة دنماركية حديثة أن السجائر يمكن أن تجعل القلوب أضعف وأكثر سمكًا، ما يجعلها تكافح لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم.

على مدى عقود، حذّر الخبراء من أن التدخين يمكن أن يسبب انسداد الشرايين ما يؤدي بمرور الوقت للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

لكن دراسة دنماركية حديثة أجريت على ما يقرب من 4000 شخص أظهرت أن السجائر يمكن أن تجعل القلوب أضعف وأكثر سمكًا، ما يجعلها تكافح لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

ومع ذلك، وجد الخبراء أن القلب يمكن أن يعود لطبيعته إلى حد ما، لذلك لم يفت الأوان على الإطلاق للإقلاع عن التدخين، كما قال أطباء القلب الدنماركيون.

التدخين يضرّ القلب

وقالت الدكتورة إيفا هولت، من مستشفى هيرليف وجينتوفتي في كوبنهاغن والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "تشير دراستنا إلى أن التدخين لا يضر الأوعية الدموية فحسب، بل يضر القلب بشكل مباشر أيضًا. لكن الخبر السار هو أن بعض الضرر يمكن عكسه". 

وأظهرت عشرات الدراسات أن التدخين مرتبط بفشل القلب، أي عندما لا تضخ عضلة القلب الدم في جميع أنحاء الجسم كما ينبغي، عادة بسبب ضعفها الشديد أو تيبسها.

ونتيجة لذلك، لا يحصل الجسم على الأكسجين والعناصر الغذائية الحيوية التي يحتاجها ليعمل بشكل طبيعي.

ومع ذلك، لم يتم فحص العلاقة بين التدخين وبنية القلب بشكل كامل.

واستخدم الباحثون بيانات من دراسة سابقة، فحصت صحة قلب 3874 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 20 و99 عامًا لا يعانون من أمراض القلب. وأكمل المتطوعون استبيانات حول تاريخ التدخين لديهم وخضعوا لفحص القلب، والذي قدم معلومات عن هيكله ومدى نجاحه.

ثم قارنت هولت وزملاؤها مسح القلب للمدخنين الحاليين ممن لم يدخنوا قط. وكان ما يقرب من خمس المشاركين من المدخنين الحاليين (18.6 %)، في حين أن 40.9% كانوا يدخنون و40.5% لم يدخنوا أبدًا.

وتظهر النتائج، أن المدخنين الحاليين لديهم قلوب أضعف وأثقل من أولئك الذين لم يدخنوا قط. وكان البطين الأيسر، وهو أهم جزء في القلب، يحتوي على حجم دم أصغر وقوة أقل لضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم.

واكتشف الفريق أيضًا أن التغييرات في القلب أصبحت أسوأ كلما زادت كمية التدخين. وعلى مدى 10 سنوات، أصبحت قلوب أولئك الذين استمروا في التدخين أثقل وأضعف، مقارنة بأولئك الذين أقلعوا عن التدخين.

7 آلاف مادة كيميائية

قال الدكتور هولت: "يُعتقد أن السبعة آلاف مادة كيميائية في التبغ - بما في ذلك القطران وغيرها من المواد التي يمكن أن تضيق الشرايين وتضر بالأوعية الدموية - هي السبب وراء بعض الأضرار التي يلحقها التدخين بالقلب".

وفي الوقت نفسه، يرتبط النيكوتين وهو مادة سامة تسبب الإدمان وموجودة في التبغ - ارتباطًا وثيقًا بالزيادات الخطيرة في معدل ضربات القلب وضغط الدم.

كما يؤدي التدخين أيضًا إلى إطلاق غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون، الذي يحل محل الأكسجين في الدم مما يقلل من الأكسجين المتوفر للقلب.

وتأتي هذه الدراسة بعد أيام من دراسة أخرى جديدة نشرتها مجلة ذا لانسيت THE LANCET الإنكليزية الطبية الأسبوعية، وقالت إن التدخين والكحول يقفان خلف نصف عدد الإصابات بمرض السرطان حول العالم.

وقد أكد الأستاذ والباحث في علوم الأحياء نادر حسين في حديث سابق إلى "العربي" أن 9 من أصل 10 حالات إصابة بمرض سرطان الرئة تعود أسبابها إلى عامل التدخين، إضافة إلى أسباب أخرى بينها التركيبة الجينية والوراثية للمصاب، والتي تلعب دوراً رئيسًا في تكون السرطان بجسمه. 

ولفت حسين إلى أن الأسباب السلوكية أكانت مهنية، أو بيئية من الممكن تجنبها، مشيرًا إلى أن أهمية الدراسة تكمن في أنها بينت أهمية تغير العوامل الضارة بين 2010 و2019، والتي أدت إلى الارتفاع في نسبة الوفيات جراء السرطان بمعدل 20،4%. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close