توصلت دراسة أميركية إلى أن السجائر الإلكترونية ليست أكثر فاعلية في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
وألقت النتائج التي توصل إليها الباحثون بظلال من الشك على المزاعم القائلة إن السجائر الإلكترونية هي واحدة من أفضل الطرق لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين.
وفي الوقت الحالي، تنصح هيئة الخدمات الصحية البريطانية بأن التدخين الإلكتروني، يمكن أن يساعد المدخنين، على الرغم من أنه غير متوفر بوصفة طبية.
بيانات 3000 مدخن
استخدم باحثو جامعة كاليفورنيا بيانات استقصائية من 3000 مدخن حاولوا مؤخرًا الإقلاع عن هذه العادة، وأكثر من 1000 مدخن سابق حديثًا.
وفي بحثهم، تم تعريف محاولة الإقلاع الناجحة على أنها الامتناع عن منتجات التبغ مثل السجائر لمدة 12 شهرًا أو أكثر.
وسُئل المشاركون عن نوع المنتج الذي يستخدمونه لمحاولة التخلص من عادتهم. ونظر الباحثون في الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن تدخين السجائر وأولئك الذين يحاولون الإقلاع عن جميع منتجات التبغ، بما في ذلك السجائر الإلكترونية.
ولجأ معظم المدخنين الذين حاولوا الإقلاع عن التدخين (64%) إلى التوقف المفاجئ، بينما استخدم الآخرون إما السجائر الإلكترونية أو العلاج ببدائل النيكوتين.
10% فقط
وبحلول عام 2019، نجح 10% فقط من أولئك الذين حاولوا استخدام السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين عام 2017. تمت مقارنة هذا الرقم بنسبة 19% من أولئك الذين لم يستخدموا أي منتجات على الإطلاق. كما استأنف ما يقرب من 60% من المدخنين السابقين الذين استخدموا التدخين الإلكتروني يوميًا التدخين التقليدي بحلول عام 2019.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور جون بيرس: "لم يُظهر هذا التحليل فائدة للإقلاع عن استخدام السجائر الإلكترونية إما للمساعدة أو كبديل لتدخين السجائر".
ومع ذلك، أضاف أن هناك حاجة إلى دراسة أخرى لقياس تأثير كمية النيكوتين على معدلات الإقلاع عن التدخين.
تحذير من مخاطر صحية
ويستمر الجدل بشأن مخاطر السجائر الإلكترونية بين من يراها البديل الأفضل للسجائر التقليدية، في مقابل رأي خبراء الصحة الذين يؤكدون أن لها أضرارًا على الرئة والقلب، وأن لا وجود لأدلة علمية على سلامتها من المخاطر.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية في يوليو/ تموز من أن تدخين السجائر الإلكترونية ومنتجات أخرى مشابهة ينطوي على مخاطر صحية.
وأشار تقرير منظمة الصحة إلى أن مصنعي هذه المنتجات غالبًا ما يستهدفون الأطفال والمراهقين أساسًا بتصريحات مطمئنة وآلاف النكهات المغرية.
ونبهت المنظمة إلى أن معدلات الانتقال لاحقًا من التدخين الالكتروني إلى السجائر العادية يزيد لدى المدخنين تحت السن القانونية بنحو مرتين أو ثلاث عن الشباب الأكثر سنًا.
ويؤكد باحثون أن بعض السجائر الإلكترونية التي يزعم مروّجوها خلوّها من النيكوتين تُستخدم فيها مواد بديلة، يمكن للإنسان الإدمان على تدخينها. كما أنه يصعب أحيانًا على المدخن العادي اكتشاف إن كان المنتج يحتوي مادة النيكوتين أم لا.
وذهبت بعض الدراسات الأميركية إلى حد القول: إن استهلاك السجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بـ15 ضعفًا من تدخين السجائر العادية.
"تُباع بشكل أسهل"
وأوضح المتخصّص بالأمراض الصدرية أنطوان أشقر أن السجائر الإلكترونية تحتوي على نيكوتين وتُباع بشكل أسهل من بيع السجائر العادية.
ورأى في حديثه إلى "العربي" من باريس، أن وجود المحلات التي تبيع السجائر الإلكترونية بكثافة مع ما يرافق ذلك من دعاية وتنوع في النكهات، كلّ ذلك يجذب المراهقين والأطفال إلى دخول عالم التدخين.
وإذ شدّد على أن تجارة هذه السجائر هي في الوقت الحاضر مماثلة لأي تجارة، قال: "من هنا كانت صرخة منظمة الصحة العالمية لإيجاد ضوابط للحد من انتشارها، وسن قوانين لمنع تحويل الاستهلاك العادي إلى ضرر".