الجمعة 20 Sep / September 2024

تقرير سري للأمم المتحدة.. ميناء يُشكل مصدرًا كبيرًا لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين

تقرير سري للأمم المتحدة.. ميناء يُشكل مصدرًا كبيرًا لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين

شارك القصة

صادرت البحرية الأميركية شحنتين عام 2021
صادرت البحرية الأميركية شحنتي أسلحة عام 2021 (غيتي)
فحصت لجنة الأمم المتحدة شحنتين صادرتهما البحرية الأميركية عام 2021 وشحنة واحدة صادرتها السعودية عام 2020.

رجّح تقرير سرّي للأمم المتحدة أن يكون مرفأ جاسك الإيراني هو مصدر آلاف الأسلحة ومن بينها قاذفات صاروخية ورشّاشات ضبطتها البحرية الأميركية في الأشهر الأخيرة في بحر العرب، وقالت إنها موجّهة إلى اليمن خصوصًا.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية: إن التقرير يقدّم تفاصيل عن تصدير إيران الأسلحة لمختلف الأماكن في العالم، ودعمها للجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وعام 2015، فرضت الأمم المتحدة حظرًا على تزويد الحوثيين بالأسلحة. بينما تتّهم الولايات المتحدة والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، منذ فترة طويلة، إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة، الأمر الذي تنفيه طهران.

مسارات حاول الجيش الأميركي إغلاقها

 ونقلت الصحيفة الأميركية أن الوثيقة التي أعدّها فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي حول اليمن، أفادت بأنّ قوارب خشبية صغيرة ووسائل نقل برية استُخدمت في محاولة لتهريب أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران بطريقة غير قانونية إلى اليمن عبر مسارات حاول الجيش الأميركي منذ سنوات إغلاقها.

واستند معدّو مسودة التقرير إلى مقابلات مع يمنيين من طواقم هذه القوارب، فضلًا عن بيانات أجهزة ملاحية عُثر عليها في هذه القوارب، تُفيد بأن الزوارق المستخدمة لنقل الأسلحة انطلقت من مرفأ جاسك في جنوب شرق إيران المطل على بحر عمان.

نفي حوثي- إيراني

وذكرت الصحيفة أن وكيل وزارة الاعلام التابعة للحوثيين نصر الدين عامر نفى أن تكون إيران تنقل هذه الأسلحة إلى اليمن، واصفًا ذلك بمجرد "وهم".

وقال: إن "لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن، ليست محايدة"، مضيفًا أن الحصار الجوي والبحري لم يسمح بدخول الضروريات إلى اليمن، "ناهيك عن الأسلحة المزعومة".

وسأل: "إذا كانت الموانئ والمطارات مُغلقة، كيف يمكن لهذه الأسلحة المزعومة أن تصل إلينا؟".

وأكدت إيران بدورها أمام لجنة الأمم المتحدة أن أسلحتها "لم تنقل أو تُصدّر إلى اليمن".

وإذ قال مسؤولون أميركيون: إن ميناء جاسك استُخدم نقطة انطلاق للحرس الثوري الإيراني لبعض الوقت، أشارت الصحيفة إلى أن تقرير الأمم المتحدة "يقدّم أول دليل تفصيلي حول شحنات أسلحة محددة مرتبطة بالميناء".

وفحصت لجنة الأمم المتحدة شحنتين صادرتهما البحرية الأميركية عام 2021، وشحنة واحدة صادرتها السعودية عام 2020، وخلصت إلى أن ميناء جاسك هو المصدر المرجّح لهذه الشحنات.

وذكر التقرير أن البحرية الأميركية اعترضت "زورقًا شراعيًا" في بحر العرب في مايو/ أيار 2021 بعد مغادرته ميناء جاسك.

وقال التقرير: إن القارب احتوى على 2556 بندقية هجومية و 292 رشاشًا وبنادق قنص صُنعت في الصين حوالي عام 2017 ، بالإضافة إلى 164 رشاشًا و 194 قاذفة صواريخ مصنّعة في إيران.

كما حملت السفينة مناظير تلسكوبية مصنوعة في بيلاروسيا. وأبلغت مينسك الأمم المتحدة أن هذه المعدات تمّ تسليمها إلى القوات المسلحة الإيرانية بين عامي 2016 و2018.

أما الأسلحة الأخرى التي تمّ الاستيلاء عليها، جرى تصنيعها في روسيا وبلغاريا.

نمط شائع

وذكر التقرير أن "مزيج الأسلحة يُشير إلى نمط شائع، على الأرجح من المخزونات الحكومية، يتضمّن قوارب شراعية في بحر العرب تنقل الأسلحة إلى اليمن والصومال، مضيفًا أن مشاهد الأسلحة الحرارية التي تم ضبطها في يونيو/ حزيران 2021 عند معبر بين عمان واليمن، تمّ تصنيعها أيضًا من خلال شراكة إيرانية-صينية.

وقالت لجنة الأمم المتحدة إنها لا تستطيع تحديد وجهة هذه الأسلحة، لكن الموقع الذي تمّت فيه عمليات الاستيلاء- التي تشمل أيضًا خليج عدن والمياه الباكستانية والصومالية- وصفتها الولايات المتحدة بأنها طرق عبور للشحنات الإيرانية إلى الحوثيين.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أنه في فبراير/ شباط 2021، استولت الولايات المتحدة على قارب خشبي محمّل بالأسلحة، ويُديره طاقم يمني، بينما كانت على وشك نقل شحنتها إلى سفينة صغيرة أخرى بالقرب من الصومال.

وقال التقرير: إن السفينة كانت تحمل 3752 بندقية هجومية من المحتمل أن تكون من إيران، بناءً على خصائصها التقنية، إلى جانب مئات الأسلحة الأخرى مثل الرشاشات وقاذفات الصواريخ.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت البحرية الأميركية إنها صادرت 8700 قطعة سلاح، بما في ذلك 1400 بندقية هجومية من طراز "AK-47" و 226600 طلقة ذخيرة، مصدرها إيران، من قارب صيد على متنه خمسة يمنيين من أفراد الطاقم، قالت واشنطن إنها كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن الغارق في الحرب.

إيران تطوّر طرق التهريب

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى للصحيفة: "لقد طوّرت إيران طرقًا متعددة لإيصال أسلحة إلى اليمن ولم تتوقف أبدًا"، مضيفًا أنه "في كل مرة نقوم فيها ببعض عمليات الاستيلاء، تجد إيران طريقة جديدة لنقل الأسلحة".

ويشهد اليمن منذ منتصف 2014 حربًا طاحنة على السلطة بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.

ويزداد النزاع في اليمن حدة مع تكثيف التحالف غاراته الجوية في الأيام الأخيرة على العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وتقدّر الأمم المتحدة أن الحرب في اليمن أودت بحياة 377 ألف شخص، لقي أغلبهم حتفهم بسبب تداعيات النزاع ولا سيما نقص المياه النظيفة والجوع والمرض.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
تغطية خاصة
Close