الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تقرير فرنسي يُغضب الجزائريين.. "ساوى الجلاد بالضحية"

تقرير فرنسي يُغضب الجزائريين.. "ساوى الجلاد بالضحية"

شارك القصة

تقرير فرنسي يغضب الجزائريين..."لم يعتذر وساوى الجلاد بالضحية"
يُتهَم التقرير بإغفال جرائم فرنسا في الجزائر (غيتي)
يواجه التقرير انتقادات واسعة في الأوساط الجزائرية؛ لأنه يساوي بين الجلاد والضحية، ويتلاعب بالمراجع التاريخية، كما يهمل مطالبة الجزائريين لفرنسا بالاعتذار.

أثار تقرير مؤرخ فرنسي حول حقبة استعمار باريس للجزائر، بين عامي 1830 و1962، انتقادات واسعة وغضبًا بين الجزائريين، واعتبر البعض أنه يساوي بين الجلاد والضحية، ويتلاعب بالمراجع التاريخية، كما أنّه يُهمِل مطالبة الجزائريين لفرنسا بالاعتذار.

وتسلّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء الماضي، التقرير من المؤرخ المتخصص بتاريخ الجزائر الحديث، بنجامان ستورا، وهو يتناول فترة استعمار بلاده للجزائر.

وتضمن التقرير مقترحات لإخراج العلاقة بين البلدين من حالة الشلل التي تسببت بها قضايا ذاكرة الاستعمار العالقة بينهما.

وأوصى بتشكيل لجنة تسمى "الذاكرة والحقيقة"، تطلِق مفاوضات حول ملفات عالقة مثل الأرشيف الجزائري، الذي هرّبته فرنسا خلال فترة الاستعمار، إلى جانب تنظيم أنشطة تذكارية للتعريف بهذا التاريخ المشترك بين البلدين.

الجزائر لم تتبلغ بالتقرير رسميًا

وتعقيبًا على التقرير أكّد عبد المجيد شيخي، المستشار في الرئاسة الجزائرية المكلف بملف الذاكرة، أنّ التقرير لم يُرسَل إليهم رسميًا، وأضاف أنه لا يمكنه الرد على أساس ما نقلته الصحافة، وأعلن أن الرئاسة الجزائرية ستردّ عندما تتلقى التقرير رسميًا.

من جهته، علّق عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في البلاد على التقرير، وقال: إنه شعر وكأنه يتحدث عن قصة طرفين تقاتلا على أرض مشتركة بينهما.

ونشر مقري تدوينة عبر "فيسبوك" و"تويتر" جاء فيها: "لا تشعر أن التقرير كان يتحدث عن قصة احتلال هو أسوأ أنواع الاحتلال التي عرفتها البشرية...". وتابع: "إنه جيش همجي ارتكب في حق الشعب الجزائري أبشع الجرائم بكل أنواعها قرابة قرن ونصف من الزمن".

لا جديد في التقرير

ورأى أستاذ التاريخ في جامعة الجزائر، مولود عويمر، أنّ التقرير الفرنسي لا يحمل جديدًا، وأشار إلى أنّ العمل الفرنسي أتى مستعجلًا بضغط التحديات الانتخابية القادمة في هذا البلد.

ووفق عويمر، فإن غالبية اقتراحات التقرير تتعلق بفتح الأرشيف، والتعاون بين الباحثين الجزائريين والفرنسيين في مجال البحث التاريخي، ولفت إلى أن ستورا ركز على فترة 1954 - 1962، وأهمل الفترات الأخرى من التاريخ الاستعماري للجزائر، واختصر الحديث عن جرائم الاحتلال بالقرن التاسع عشر.

بدوره، عبّر الباحث الجزائري في التاريخ لزهر بوغمبوز، عن عدم اهتمامه بتقرير ستورا كونه يساوي بين الجلاد والضحية، ورأى أن التقرير تلاعب بالمراجع وربط العنف الاستعماري بدفاع الثوار الجزائريين عن بلادهم، وأردف: "لسنا بحاجة لمن يرسم لنا معالم كتابة تاريخنا، فنحن أولى بكتابته".

وشدد بوغمبوز على أن ما يهم الجزائريين هو اعتراف فرنسا بجرائمها، وتعويض عائلات الضحايا؛ "لأنها أبادت ملايين الجزائريين حسب ما أكدت كتب التاريخ".

ستورا يرد

في المقابل، رد المؤرخ الفرنسي على الانتقادات التي طالت تقريره، وقال: إنه ينبغي أن لا تكون خطابات الاعتذار كلمات تلفظ يومًا ما للتخلص في اليوم التالي من مشكلة عميقة جدًا.

وأوضح ستورا، أنه قام بعمل جديد حول طريقة تجاوز أزمة ملفات الذاكرة بين الجزائر وباريس وفق منهجية جديدة تتفادى السقوط في فخ الأحكام الجاهزة حول من هو الظالم والمظلوم‎.

وأشار إلى أن تقريره يقترح طريقة تفضل التعليم والثقافة عبر معرفة كل طرف للآخر.

تابع القراءة
المصادر:
وكالة الأناضول
Close