تعد تقنية إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، من أهم مجالات أبحاث المناخ، ولكنها أيضًا أكثرها إثارة للجدل.
وبدأ الانقسام حول تطوير هذه التقنية في مارس/ آذار 2023، خلال مراجعة شاملة من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
ووجد التقرير أن طرق التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون، على الرغم من كونها باهظة الثمن، إلا أنها قد تلعب دورًا في محاولة الحفاظ على درجات حرارة الأرض ضمن حدود آمنة.
لكن الأمر سبب انقسامًا بين العلماء وصناع القرار؛ فيقول البعض إن هذه التكنولوجيا يجب أن تكون الأولوية المباشرة للبحث، فيما يحذر آخرون من مخاطرها غير المختبرة.
تأثير إزالة ثاني أكسيد الكربون على الاحتباس الحراري
وبحسب صحيفة "الغارديان"، فقد أعرب المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ جون كيري، عن مخاوفه من هذه التقنية، إلا أنه قال: "يقترح بعض العلماء أنه من الممكن أن يكون هناك تجاوز لدرجات الحرارة العالمية، ويمكن أن تتراجع بفضل التقنيات المتاحة".
لكن لا يتفق كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية، السير ديفيد كينغ، مع هذا الرأي بشدة.
واعتبر أنه ستكون هناك حاجة إلى العديد من التقنيات ووسائل إصلاح المناخ، مثل إعادة تجميد القمم الجليدية، للحد من ارتفاع درجات الحرارة.
وتترقب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الجديدة الفرص التجارية المحتملة في هذه التقنية، بدءًا من الأجهزة التي تزيل ثاني أكسيد الكربون كيميائيًا من الهواء، مرورًا بـ"الفحم الحيوي" الذي ينتج الأسمدة من حرق نفايات الخشب بدون أكسجين، وصولًا إلى تكنولوجيا تخزين الكربون عبر تسييله وضخه في جوف الأرض.
إحساس زائف بالأمان
وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، يوجد حاليًا 15 مصنعًا لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء في العالم.
لكن العديد من العلماء والناشطين وخبراء البيئة غير راضين عن الأمر، حيث أعربوا عن خشيتهم من أن إعطاء الانطباع بوجود خيارات قابلة للتطبيق لإزالة ثاني أكسيد الكربون قد يولد إحساسًا زائفًا بالأمان.
وأكد هؤلاء أن معظم تقنيات إزالة ثاني أكسيد الكربون غير مثبتة وقد تكون محدودة النطاق، وهي مكلفة وتستغرق سنوات لتطويرها.
وقد نقلت صحيفة "الغارديان" عن مديرة برنامج المناخ والطاقة في مركز القانون البيئي الدولي، ليلي فور قولها: "نحن بحاجة إلى تحدي فكرة أنه يتعين علينا فعل القليل الآن، لأننا نستطيع فعل المزيد لاحقًا. هذه فكرة خطيرة".