السبت 19 أكتوبر / October 2024

حرائق سيبيريا الكارثية.. قرى تغرق تحت "غيمة" هائلة من ثاني أكسيد الكربون

حرائق سيبيريا الكارثية.. قرى تغرق تحت "غيمة" هائلة من ثاني أكسيد الكربون

شارك القصة

أدت النيران إلى اشتعال أكثر من 10 ملايين فدان من ياقوتيا في سيبيريا (غيتي)
أدت النيران إلى اشتعال أكثر من 10 ملايين فدان من ياقوتيا في سيبيريا (غيتي)
سلطت مجلة تايم الضوء على الحرائق التي اجتاحت سيبيريا حيث سجلت درجات الحرارة ارتفاعًا غير مسبوق كما أطلقت النيران 500 ميغاطن من ثاني أكسيد الكربون.

تسبب الصيف الحار والجاف بنشوب حرائق هائلة في منطقة شرق سيبيريا خلال الأسابيع الماضية، مما أدى إلى اشتعال أكثر من 10 ملايين فدان من ياقوتيا، والمعروفة أيضًا باسم جمهورية ساخا الروسية.

وقالت مجلة "تايم" الأميركية أن سحب الدخان امتدت على طول الطريق إلى القطب الشمالي من الكرة الأرضية. كما أطلقت الحرائق أكثر من 500 ميغاطن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو أعلى معدل إجمالي تم تسجيله على الإطلاق في المنطقة، وفقًا لخدمة مراقبة الغلاف الجوي في الاتحاد الأوروبي.

وأخلت السلطات قريتين في المنطقة هذا الشهر، حيث يعرّض زحف تلك الحرائق السكان للخطر.

مجارف وفؤوس

وأفردت المجلة الأميركية الأسبوعية تقريرًا عن طرق مكافحة الحرائق البدائية التي لجأ إليها سكان قرية ماغاراس في ياقوتيا الصيف الماضي، حيث لا توجد أجهزة راديو، أو أجهزة إرسال واستقبال عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وكذلك الطائرات المكافحة للحرائق التي اندلعت حول هذه المستوطنة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1000 شخص.

وقالت المجلة: إن سكان القرية استعملوا المجارف والفؤوس ومضخات مكافحة الحرائق الصغيرة التي حملوها على ظهورهم، جنبًا إلى جنب مع جراراتهم التي يعود تاريخ بعضها إلى الحقبة السوفيتية.

وقال المتطوعون المحليون إنه لم يكن هناك خيار سوى القيام بهذا العمل الخطير بأنفسهم، لأنهم اذا اختاروا انتظار وصول المساعدة الحكومية، فسيكون قد فات الأوان.

ويلقي المسؤولون في ياقوتيا باللوم على ظاهرة الاحتباس الحراري في تزايد الظروف الحارة والجافة التي تسببت في هذه الحرائق، مع ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي بشكل أسرع من أي مكان آخر على هذا الكوكب.

الحرارة المستحيلة

ونقلت "تايم" عن علماء المناخ أن مثل هذه الحرارة الشديدة كانت مستحيلة من دون آثار تغير المناخ التي صنعها الإنسان.

وكانت درجات الحرارة هذا الصيف حارة وجافة بشكل غير عادي أيضًا، حيث كان رجال الإطفاء يكافحون الحرائق في درجة حرارة 95 درجة فهرنهايت، أي نحو 35 درجة مئوية، بينما متوسط ​​درجة حرارة الصيف في تلك المنطقة يصل عادة إلى حوالي 68 درجة فهرنهايت، أي 20 درجة مئوية.

وعلى الرغم من إرسال السلطات الروسية المساعدة والطائرات والمروحيات العسكرية، إلى جانب أكثر من 2000 من رجال الإطفاء لاحقًا، لكن عملها لاقى انتقادات شديدة من السكان المحليين الذين يطالبون بنقل إدارة مكافحة الحرائق إلى السلطات المحلية. 

ويظنّ السكان المحليون أن آثار حرائق هذا الصيف ستستمر إلى ما بعد هذا الموسم، مما يعرّض وسائل بقائهم للخطر وينذر بمزيد من الكوارث في المستقبل مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close