الخميس 21 نوفمبر / November 2024

تقنية لقاحات كورونا الجديدة تبشر بالقضاء على السرطان

تقنية لقاحات كورونا الجديدة تبشر بالقضاء على السرطان

شارك القصة

تقنية الحمض النووي الريبوزي في اللقاحات قد تُستخدم في شفاء أمراض أخرى، وعلماء يقولون إن التقنية فعالة آمنة وراثياً.

في وقتٍ يتواصل "الجدل" حول اللقاحات المُعتمَدة لمواجهة فيروس كورونا، خصوصًا مع صعود الثقافات المناهضة لها والمشكّكة بها في بعض الأوساط، باعتبارها جديدة وغير مجرَّبة، يبدو أنّ تقنية هذه اللقاحات واعدة جدًا، ليس فقط في الحرب ضدّ كورونا، وإنما في الحرب ضد معارك أخرى لطالما أرهقت البشرية.

وفي هذا السياق، تشير معلومات حول تقنية لقاحات الحمض النووي الريبوزي "إم آر إن إيه" من شركتي "بيونتك" و"مودرنا"، إلى أن التقنية ذاتها قد تساعد في القضاء على العديد من الأمراض الأخرى المستعصية، بما في ذلك السرطان، الذي يقتل الملايين حول العالم.

الفرق بين اللقاحات

عادةً ما تستخدم اللقاحات الكلاسيكية فيروسات معطلة أو ضعيفة، إذ يؤدي حقنها في الجسم إلى تحفيز استجابة مناعية من شأنها وقايته من مسببات الأمراض الحية لاحقاً، لكن عملية تطوير هذا النوع من اللقاحات يتطلب العديد من المواد الكيميائية وزراعة خلايا قد يستغرق إنتاجها وقتاً، ما يزيد احتمال حدوث تلوث فيها.

في المقابل، لا تحتوي لقاحات الحمض النووي الريبوزي على مثل هذه المشاكل، وتقوم على برمجة الخلايا البشرية لإنتاج نسخ من جزء من الفيروس بهدف تحفيز جهاز المناعة للهجوم في حال دخول الفيروس الحقيقي إلى الجسم.

ويوضح الرئيس التجاري لشركة "بيونتيك" شون ماريك أنّ هذه إحدى المزايا العظيمة للتقنية المُستخدَمة، مشيرًا إلى أنّها جيدة جدّاً للوباء، لافتاً إلى إمكانية تطوير لقاحات جديدة في غضون ستّة أسابيع.

وظيفة الحمض النووي الريبوزي

يأخذ الحمض النووي الريبوزي المرسال التعليمات من الحمض النووي في نواة الخلية، حيث تنسخ امتدادات الجينوم، ثم يحملها إلى "السيتوبلازم"، حيث تستخدم مصانع خلوية صغيرة تسمى "الريبوسومات" المعلومات لإنتاج البروتينات.

وفي السياق نفسه، اختصرت بيونتك ومودرنا هذه العملية عن طريق تخطي العمليات القائمة في النواة مع الحمض النويي. وبدلا من ذلك، قام العلماء بتحديد نوع البروتين الذي يجب إنتاجه، ثم نظروا في تسلسل الأحماض التي تصنع هذا البروتين. ومن ذلك، تُستمد التعليمات الدقيقة التي يجب أن يعطيها الحمض النووي الريبوزي المرسال.

ويمكن أن تكون هذه العملية سريعة نسبياً، ولهذا استغرق صنع لقاحات كورونا فترة قياسية تقل عن عام واحد، لكنها آمنة وراثيًا، إذ لا يمكن لهذه التقنية العودة إلى النواة وإدخال جينات في حمضنا النووي بشكل عرضي.

رحلة الوصول إلى التقنية

وارتأى الباحثون منذ السبعينيات استخدام هذه التقنية لمحاربة جميع أنواع الأمراض، لكنها كانت بحاجة لمبالغ ضخمة والكثير من الوقت والجهد، ما أدّى إلى تعطيل الفكرة. وبعد مضي عقد من الحماس الأكاديمي، فقد الحمض النووي الريبوزي المرسال شعبيته في التسعينيات، حيث ظهرت عقبة رئيسة تمثلت في أن حقنه في الحيوانات غالبا ما تسبب بحدوث التهاب مميت.

لكن كاتالين كاريكو وهي عالمة مجرية تحملت العديد من المصاعب في تكريس حياتها المهنية بأكملها لأبحاث الحمض النووي الريبوزي المرسال وتحقيق إنجاز مهم للغاية. وفي العقد الأول من القرن 21، أدركت هي وشريكها البحثي أن استبدال "اليوريدين"، أحد "أحرف" الحمض النووي الريبوزي المرسال، يمنع الالتهابات بدون المساس بالشفرة، وبذلك بقيت الفئران المحقونة على قيد الحياة.

وحينها اطلع عالم من جامعة ستانفورد يدعى ديريك روسي، والذي شارك لاحقا في تأسيس شركة مودرنا، على دراستها، وعرضها على اثنين من أطباء الأورام، الزوجين أوغور شاهين وأوزليم توريشي، اللذين شاركا في تأسيس بيونتك، حيث قام الزوجان بترخيص تقنية كاريكو وقاما بتوظيفها، حيث كان هدفهما الرئيس علاج السرطان منذ البداية.

وأدرك شاهين وتوريتشي أن أفضل طريقة لمحاربة السرطان هي علاج كل ورم على أنه فريد من نوعه وراثيا، وتدريب أجهزة المناعة للأفراد ضد الهجمات المحددة؛ وتلك وظيفة مثالية للحمض النووي الريبوزي المرسال.

"مودرنا".. حماية لمدة عام

ومن جهتها، قالت شركة "مودرنا" المصنعة لأحد لقاحات فيروس كورونا والتي تعتمد تقنية إم آر إن إيه من المرسال" إن لقاحها سيوفر حماية من الفيروس لمدة عام واحد على الأقل، وتتضمن لقاحات تقنية جديدة طُورت في وقت قياسي ولكن من دون مرور بطرق مختصرة وهذه هي المرة الأولى التي يستعمل فيها هذا النوع من تقنيات اللقاح على نطاق واسع.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close