السبت 16 نوفمبر / November 2024

"تقييم كارثي".. مؤيدون للكرملين يلومون بوتين على التعثّر في أوكرانيا

"تقييم كارثي".. مؤيدون للكرملين يلومون بوتين على التعثّر في أوكرانيا

شارك القصة

ناقش الخبير العسكري العميد هشام جابر ما إذا كانت روسيا عاجزة عن التقدّم أكثر في أوكرانيا، وسقوط آلاف القتلى في صفوف جيشها (الصورة: غيتي)
بدأ مؤيدون للكرملين بانتقاد الحرب حتى في الوقت الذي تدعي فيه الدعاية الروسية أن الإخفاقات هي نتيجة حرص الجيش على تجنّب إلحاق الأذى بالمدنيين.

يثير التقدم البطيء والخسائر الفادحة التي يتكبَّدها الجيش الروسي في هجومه على أوكرانيا أسئلة حول القدرة التخطيطية، وثقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكبار عملائه، ووزير دفاعه المخلص، وجودة المعلومات الاستخباراتية التي يصل إليها.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن المؤيدين للكرملين بدأوا بانتقاد الحرب حتى في الوقت الذي تدعي فيه الدعاية الروسية أن هذه الإخفاقات نتيجة حرص الجيش على تجنّب إلحاق الأذى بالمدنيين.

في يناير/ كانون الثاني الماضي، حذّر الجنرال الروسي المتقاعد ليونيد إيفاشوف من أن الهجوم على أوكرانيا سيكون "عبثًا وخطيرًا للغاية، وسيؤدي إلى مقتل الآلاف ويجعل الروس والأوكرانيين أعداء مدى الحياة، ويخاطر بحرب مع الناتو ويهدد "وجود روسيا نفسها بصفتها دولة".

بالنسبة للعديد من الروس، بدا هذا وكأنه سيناريو بعيد المنال، حيث استبعد الكثيرون إمكانية أن يُقدم الكرملين على هذه الخطوة. لكن وبينما توقّف التقدّم العسكري الروسي خلال الهجوم على أوكرانيا، تلوح هذه التوقعات في الأفق.

"تقييم كارثي"

وتتجلّى إخفاقات حملة بوتين في مقتل عدد كبير من كبار القادة في المعارك. وتقول أوكرانيا إنها قتلت ستة جنرالات روس على الأقل، بينما تعترف روسيا بوفاة أحدهم، إلى جانب مقتل نائب قائد أسطولها في البحر الأسود.

وبينما يؤكد المسؤولون الأميركيون أنهم لا يستطيعون تأكيد عدد القتلى من الجنود الروس، يبدو أن خطة الهجوم الروسي قد فشلت بسبب المعلومات الاستخباراتية السيئة.

وقال إيغور جيركين، العقيد السابق في وكالة الاستخبارات الروسية ووزير الدفاع السابق للانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، في مقابلة بالفيديو نُشرت على الإنترنت الإثنين، إنّ روسيا أجرت "تقييمًا كارثيًا" للقوات الأوكرانية. وأوضح جيركين: "لقد تم التقليل من شأن العدو من جميع النواحي".

لقد فاجأ الأداء الضعيف للقوات الروسية المحللين، الذين توقّعوا في بداية الحرب أن الجيش الروسي الهائل والمتقدّم تقنيًا سيحقق الانتصار في بضعة أيام. لكن بعد شهر من المعارك، قاوم الأوكرانيون بشدة، ونجحوا في تكبيد الجيش الروسي خسائر فادحة على مختلف جبهات القتال.

وقال يفغيني بوزينسكي، وهو ملازم أول روسي متقاعد: "ربما كان هناك أمل في ألا يقاوموا بهذه القوة. كان من المتوقع أن يكونوا أكثر عقلانية"، في إشارة إلى القوات الأوكرانية.

بدوره، أكد بافل لوزين، المحلل العسكري الروسي: "يمكننا القول بشكل قاطع إنه لم يتم التخطيط لأي شيء. لقد مرت عقود منذ أن تكبد الجيشان السوفييتي والروسي مثل هذه الخسائر الفادحة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن".

انقسامات داخل القيادة الروسية

في 2 مارس/ آذار الحالي، أعلن الكرملين أن عدد قتلى الجنود الروس بلغ نحو 498 قتيلًا، بينما قال مسؤولون أميركيون الآن إنّ التقديرات تشير إلى مقتل 7000 جندي روسي. أما القوات الأوكرانية فأعلنت مقتل نحو 15 ألف جندي روسي

وأكد أندريه سولداتوف، الكاتب والخبير في الخدمات العسكرية والأمنية الروسية، أن الإخفاقات في أوكرانيا بدأت في اندلاع انقسامات داخل القيادة الروسية. 

وأشار إلى أن كبير مسؤولي المخابرات الروسية المسؤول عن الإشراف على تجنيد الجواسيس في أوكرانيا وُضع قيد الإقامة الجبرية مع نائبه؛ وأن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي كان مرشحًا لخلافة بوتين، مهدد بفقدان منصبه.

وقال سولداتوف: "يبدو أن الجميع على حافة الهاوية".

ولم يتسنَّ التحقق من معلومات سولداتوف بشكل مستقل، لكن بعض الخبراء شككوا فيها.

بدوره، قال المحلل العسكري الروسي لوزين: "لقد أظهرت الحرب أن الجيش يقاتل بشكل سيئ. وزير الدفاع هو المسؤول عن هذا".

واعتبر الخبراء أن مقتل كبار القادة الروس في ساحة المعركة يعكس الإخفاقات الأمنية العملياتية، بالإضافة إلى تحديات هيكل القيادة الثقيلة للجيش الروسي في مواجهة قوة قتالية أوكرانية أقل رشاقة.

وقال الجنرال جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية: إن الوفيات تعكس التحديات التي تواجهها روسيا في ساحة الحرب الأوكرانية. 

وأضاف أن "الاستمرار في خسارة كبار القادة ليس بالأمر الجيد. ففي النهاية، يؤثر فقدان القيادة على الروح المعنوية والقتال ببراعة وبفعالية".

ورغم ذلك، تتصاعد التحذيرات من أن الانتكاسات العسكرية لن تردع بوتين- الذي وصف الحرب في الداخل على أنها حرب وجودية لروسيا، وهو يشير بشكل متزايد إلى الجمهور الروسي للاستعداد لمعركة طويلة.

وقال أندريه كورتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، وهو منظمة بحثية قريبة من الحكومة الروسية: "لا يمكن للقيادة الروسية أن تخسر. بغض النظر عن الأمر، سوف يحتاجون إلى إنهاء هذه القصة بأكملها بنوع من الانتصار".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close