بعد نحو عام من الحرب على غزة، يكرر اليوم جيش الاحتلال الإسرائيلي السيناريو نفسه على الحدود مع لبنان، فبعد اعتراف إسرائيل بوقوع قتلى وجرحى في كمائن أعدتها المقاومة اللبنانية، عرض الاحتلال مقطع فيديو مشابها لتلك المقاطع في غزة، حيث يتنقل جنوده بين الأبنية المدمرة بزعم العثور على أسلحة لحزب الله.
فمنذ بدء حرب الإبادة في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي يمعن في استهداف المدنيين والمباني السكنية، وعندما يريد التسويق لعمليات جنوده ضد المقاومة يعمد إلى تصوير جنوده وهم يتنقلون بين المباني الفارغة ويطلقون النيران على الجدران في أجواء استعراضية.
كيف علق حزب الله على صور الاحتلال؟
وعمدت فصائل فلسطينية خلال عام كامل إلى توثيق الاشتباكات الصفرية مع الجنود وعمليات إطلاق قذائف الياسين وغيرها من الأسلحة نحو الآليات الإسرائيلية المتوغلة، لكن كيف علق حزب الله اللبناني على الصور المزعومة لجيش الاحتلال؟
قال حزب الله في بيان نشره أمس الجمعة، "إن الصور التي نشرها اليوم جيش العدو الإسرائيلي لجنوده قرب منازل في قرية حدودية في جنوب لبنان، تم تصويرها في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة، حيث كما يعلم الجميع فإن بعض الجنوبيين بنوا منازلهم بالقرب من الحدود".
وأضاف البيان: "إن الاحتلال يهدف إلى الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدة نتنياهو المأزوم، ولكن كان الثمن أكثر من عشرين قتيلًا وجريحًا في صفوف جنود النخبة"، بحسب بيان حزب الله.
وليس ببعيد عن هذه الصور التي نشرها الاحتلال للاستعراض، فإن الوقائع الإنسانية على الأرض تكشف حقيقة استهداف المدنيين والمنشآت والكوادر الطبية، ففي أقل من 24 ساعة على توسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، علقت 4 مستشفيات في لبنان، خدماتها بسبب تضررها جراء القصف الإسرائيلي.
ولم يتوقف الأمر هنا فحسب، فقد هدد الجيش الإسرائيلي باستهداف سيارات الإسعاف في لبنان، مدعيًا أنه رصد استغلال حزب الله لها في نقل معدات وعناصر لأغراض عسكرية.
أما عن أعداد الشهداء من الكوادر الطبية، فقد أكد وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض للتلفزيون العربي أن 50 فردًا من الطواقم الطبية والإسعاف استشهدوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
كما أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن لبنان يواجه أزمة صحية، مشيرة إلى استشهاد 73 موظفًا في القطاع الصحي اللبناني، جراء الهجوم الإسرائيلي على البلاد.
كيف تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي؟
وبشأن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والجرائم التي ترتكب في مختلف المناطق اللبنانية، فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا.
فقد كتب نزار صاغية على منصة "إكس": "هنا تكتمل عناصر الجريمة: بعد قتل 98 مسعفًا ومنهم 7 أمس في مركز الهيئة الصحية في بيروت، ها هي إسرائيل تحذر الدفاع المدني التابع للدولة اللبنانية من إسعاف أي مصاب في الضاحية الجنوبية".
أما فاطمة فقد قالت عبر منصة "إكس"، إن "إسرائيل تستهدف المدنيين والأطفال وطواقم الإسعاف والدفاع المدني. وين أصحاب حقوق الإنسان اللي صدعوا راسنا!".
وكتبت رانيا عبر المنصة ذاتها: "أعداء الإنسانية.. إسرائيل تتعمد استهداف الهيئة الصحية والمسعفين بشكل مباشر. هل هناك شر ووحشية أكثر من ذلك".
