كشف وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، اليوم السبت، أن 50 فردًا من الأطقم الطبية والإسعافية استشهدوا خلال 3 أيام الأخيرة وسط العدوان الإسرائيلي على البلاد.
وأشار الأبيض في حديث إلى التلفزيون العربي إلى تعمد إسرائيل استهداف المستشفيات لترويع المواطنين، مؤكدًا أن تل أبيب لا تهتم بالأعراف الدولية.
الأبيض الذي ذكّر بأن استهداف المستشفيات يصنف جرائم حرب، عبّر عن مخاوفه من انهيار النظام الصحي بالبلاد في ظل استمرار القصف الإسرائيلي. وشدد على أن الحكومة تعمل على عدة جبهات لعدم توسع العدوان الإسرائيلي.
وعلى خلفية استهداف إسرائيل للطواقم الصحية والطبية، وجهت نقابة أطباء لبنان، اليوم، نداء "عاجلًا" إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لوقف "المجزرة" الإسرائيلية بحق الجهاز الطبي اللبناني، عقب استشهاد وإصابة أفراد من الطواقم الطبية وخروج 3 مستشفيات بجنوب لبنان عن الخدمة.
والجمعة، قالت إدارة مستشفى "صلاح غندور" بمدينة بنت جبيل الجنوبية، في بيان، إنها "تعرضت لقصف همجي صهيوني بعد تلقيها تحذيرًا من العدو بإخلائها"، ما تسبب في خروج المستشفى عن الخدمة.
وأوضح البيان أن "القصف نتج عنه إصابة 9 أفراد من الطاقم الطبي والتمريضي، إصابات معظمها بليغة وخطيرة".
نداء الأطباء
وتعليقًا على ذلك، توجهت نقابة أطباء لبنان في بيروت، في بيان، بنداء "عاجل" إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لوقف منع إسرائيل الفرق الاسعافية من إجلاء المرضى والمصابين والجرحى والأطباء والعاملين في مستشفى "صلاح غندور" في مدينة بنت جبيل الجنوبية. ووصفت الإجراءات الإسرائيلية بأنها "مجزرة بحق الجهاز الطبي اللبناني وفرق الإسعاف".
وقالت النقابة: "الإجرام المتمادي بحق الجهاز الطبي والفرق الإسعافية بلغ حد الوقاحة في خرق مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الانسان، خصوصًا في شقها المتعلق بحق الطبابة والاستشفاء لكل إنسان".
وأوضحت أن الإجراءات الإسرائيلية "تناقض بنود اتفاقية جنيف، ما يستدعي تدخلًا فاعلًا لوقف هذه الممارسات المجرمة بحقوق الجرحى والأطباء والقطاع الصحي الذي نصر وإياه على متابعة رسالتنا الإنسانية مهما كلف الأمر".
وأسفت النقابة "لخروج ثلاث مستشفيات من الخدمة بسبب الممارسات الاسرائيلية العدوانية".
خرق للقوانين الدولية
والجمعة، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بخروج مستشفيات "مرجعيون الحكومي" و"ميس الجبل الحكومي" و"صلاح غندور" عن الخدمة، عقب تهديدات إسرائيلية باستهدافها.
والخميس، كشف وزير الصحة أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي 97 من الطواقم الطبية والطوارئ، وتسببت بأضرار لأكثر من 10 مستشفيات، داعيًا المجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه الانتهاكات. وأكد أن لا صحة "لادعاءات إسرائيل بوجود أسلحة في المستشفيات".
وتجرم العديد من الاتفاقيات الدولية استهداف الكوادر والمنشآت الطبية أثناء الحروب، ومن ضمنها المادة 12 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تؤكد "ضرورة احترام وحماية الوحدات الطبية المتنقلة والثابتة في جميع الأوقات".
كما تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 على أنه "لا يجوز مهاجمة المستشفيات المدنية المنظمة لرعاية الجرحى والمرضى، ويجب أن تحترم وتُحمى من جميع الأطراف المتحاربة".
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر حتى الخميس عن 1156 شهيدًا و3191 مصابًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ونزوح أكثر من مليون و200 ألف، وفق البيانات الرسمية لبنانية.