الخميس 19 Sep / September 2024

"تكية ستنا مريم".. وجه للتكافل الإسلامي المسيحي وملجأ لفقراء بيت لحم

"تكية ستنا مريم".. وجه للتكافل الإسلامي المسيحي وملجأ لفقراء بيت لحم

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على مبادرة "تكية ستنا مريم" لتوزيع الطعام على الأسر المحتاجة في بيت لحم الفلسطينية
تعمل "تكية ستنا مريم" من خلال المتطوعين، على تقديم وجبات طعام يومية لأكثر من 1700 أسرة محتاجة في بيت لحم.

تقدّم "تكية ستنا مريم" التي تقع في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وجبات الطعام لأهالي المنطقة الفقراء بعد أن تعرضت المدينة لحصار من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي ضيّق على حياة أهلها، وصادر أراضي الفلاحين وبنى مستوطنات عليها.

وتنشط هذه المبادرة المجتمعية منذ 9 سنوات من دون توقف، بفضل متطوعين من المدينة من المسيحيين والمسلمين، حيث يعملون جميعًا على تحضير وتوزيع عدة وجبات في اليوم لسكان بيت لحم.

ويصل عدد الوجبات في بعض الأحيان إلى 4000 وجبة يوميًا، إذ تحاول "التكية" استهداف أكبر شريحة ممكنة من المحتاجين في المنطقة، ففضلًا عن توزيع الطعام داخل مركزها تعمل أيضًا على توصيلها إلى بعض مراكز أخرى أو بعض البيوت.

في هذا الإطار، طالب سامي ثلجية عضو مجلس إدارة "تكية ستنا مريم" من السلطات الفلسطينية دعم حملتهم التي تقف إلى جانب كل إنسان فقير، وجميع الفئات من دون التمييز بين مسيحي ومسلم.

تحضير الطعام من قبل المتطوعين في "تكية ستنا مريم" ببيت لحم
تحضير الطعام من قبل المتطوعين في "تكية ستنا مريم" ببيت لحم

الترابط المسيحي الإسلامي في بيت لحم

أما عن أصل التسمية، فيشرح مدير "تكية ستنا مريم" معتز مزهر أن الهدف كان إظهار التكافل و"العلاقة الفسيفسائية" الموجودة بين المسلمين والمسيحيين في محافظة بيت لحم.

ويردف في حديث مع "العربي": "انطلقنا من فكرة للعمل جميعًا على محاربة الفقر والقضاء على الجوع، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمرّ به العالم عمومًا وفلسطين خصوصًا، ولا سيما محافظة بيت لحم المحافظة من جميع الجهات بالمستوطنات، وتضييق الاحتلال على العمال".

وعليه، بدأ العمل التطوعي منذ 9 سنوات حيث نظمت الإدارة نفسها شيئًا فشيئًا على مدى الأعوام، وأصبحت خطة العمل تضم اليوم الأسر المحتاجة والأشد احتياجًا في المنطقة، وفق مزهر.

توضيب الوجبات من قبل المتطوعين في "تكية ستنا مريم" ببيت لحم
توضيب الوجبات من قبل المتطوعين في "تكية ستنا مريم" ببيت لحم

1700 أسرة تستفيد من "التكية"

وبدأت "التكية" بتقديم الطعام لنحو 150 أسرة بينما اليوم وصل العدد إلى نحو 1700 أسرة، بحسب مزهر الذي أكد أن عدد الأفراد الذين يستفيدون من هذه الحملة يعادل الـ 6000 شخص.

وعن آليات العمل، يشرح مدير "تكية ستنا مريم" أن جميع العاملين هم من المتطوعين ولا يتلقون أي بدل مادي مقابل أعمالهم، فاندفاعهم نابع من حب العطاء والرغبة في خدمة المجتمع.

توزيع الوجبات على الفقراء في مركز "تكية ستنا مريم" ببيت لحم
توزيع الوجبات على الفقراء في مركز "تكية ستنا مريم" ببيت لحم

ويضيف: "قررنا كمسيحيين ومسلمين في بيت لحم المشاركة سوية في عمل الخير الذي لا يميز بين فئة وأخرى، وليس له أي بعد اجتماعي أو جغرافي".

نقص في الدعم

من جانب آخر، يلفت مزهر إلى أن التكية مستمرة في العمل بفضل المساعدات والمساهمات المالية التي تقدمها مختلف الجهات، سواء كانت رسمية أو من قبل رجال دين مسيحيين ومسلمين وبعض رجال الأعمال.

رغم ذلك، يلحظ مدير "التكية" أن أعداد المحتاجين في ازدياد دائم ما يشكل أعباء متنامية عليهم ما يشير إلى أن الاستجابة لدعم الجمعية ما زالت بعيدةً عن المستوى المطلوب، إلا أنه شدد على مضيهم في مشروعهم الإنساني مهما كلف الأمر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة