كشف مدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، اليوم الثلاثاء، أنه تلقى تهديدات أثناء إجرائه تحقيقات ضد مسؤولين إسرائيليين، متطرقًا إلى ما قيل له من أن المحكمة "أُنشئت من أجل إفريقيا والبلطجية(..) وليس لمحاسبة الغرب وحلفائه"، وفقًا لتعبيره.
وكان خان قد أعلن الإثنين سعيه لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بتهم ارتكاب "جرائم حرب".
"المحكمة أنشئت لإفريقيا"
وقال خان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية: "إن حقوق الفرد وكرامته تشمل حماية الأطفال، هذه هي القيم الأميركية الأساسية التي يجب أن تحظى بدعم من الحزبين"، وأضاف: "بالطبع هذه الحالة (قضية غزة) للأسف تقع في بؤرة التوترات السياسية الدولية والمصالح الإستراتيجية".
وأضاف: "تحدث معي بعض القادة المنتخبين (لم يحدد هويتهم) وكانوا صريحين للغاية، وقال لي أحد كبار القادة: هذه المحكمة أنشئت لإفريقيا وللبلطجية مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
لن نتأثر بالتهديدات
واعتبر خان أن المحكمة هي "إرث نورمبرغ (محاكمات النازيين)، وإدانة حزينة للإنسانية ويجب أن تكون انتصارًا للقانون على القوة والبطش: خذ ما تريد، وافعل ما تشاء".
وأضاف: "ببساطة لن يتم ثنينا عبر التهديدات أو أي أنشطة أخرى، لأننا في النهاية يجب أن نفي بمسؤولياتنا بوصفنا مدعين عامين وأعضاء في المؤسسة وقضاة وهيئة ملتزمة بشيء أكبر من أنفسنا وهو الإخلاص للعدالة". وأردف: "لن نتأثر بطيف التهديدات المختلفة العلني والخفي".
وأشار إلى أن التهم الموجهة لنتنياهو وغالانت تشمل "التسبب في الإبادة، واستخدام التجويع كوسيلة للحرب من خلال منع إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمدًا في الصراع".
وأكد خان خلال المقابلة ذاتها أن "لا أحد فوق القانون"، مشيرًا إلى أنه إذا لم تتفق إسرائيل مع المحكمة الجنائية الدولية، "فلهم الحرية في الطعن في اختصاصها أمام قضاة المحكمة".
وكان متحدث الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد زعم الإثنين، أن المحكمة ليس لديها ولاية قضائية على أي من الطرفين في هذه القضية، وأن إسرائيل وحدها يمكنها محاسبة أو قتل قادة حماس، وأن فلسطين يمكنها اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية عندما تصبح دولة مستقلة، أما الآن فليس أمامها سوى عدالة المحاكم الإسرائيلية"، وفق تعبيره.
ويتزامن ذلك مع عملية عسكرية بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في 6 مايو/ أيار الجاري، متجاهلًا تحذيرات إقليمية ودولية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش إليها بزعم أنها "آمنة" قبل أن يشن عليها لاحقًا غارات متواصلة متسببًا بموجة نزوح جديد.