أشار وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أن المرحلة التالية من الحرب على طول الحدود مع لبنان ستبدأ قريبًا، في حين ذكرت صحيفتان أميركيتان على الأقل أن قوات خاصة ربما نفذت بالفعل عمليات توغل داخل مساحات محدودة.
وقال غالانت في اجتماع لرؤساء المجالس المحلية في شمال إسرائيل وفقًا لبيان صادر عن مكتبه: "ستبدأ المرحلة التالية من الحرب ضد حزب الله قريبًا".
وزعم أن المرحلة التالية ستساهم في تحقيق هدف الحرب المتمثل في إعادة السكان الذين تم إجلاؤهم من المنطقة إلى منازلهم.
ومنذ أيام تتواتر تحليلات إعلامية إسرائيلية عن أن الجيش يستكمل استعداداته لتنفيذ اجتياح بري، في انتظار موافقة من الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.
وأضاف غالانت: "سنستخدم كل الإمكانيات التي لدينا، وإذا لم يفهم أحد على الجانب الآخر ما تعنيه القدرات، فهي كل القدرات، وأنتم جزء منها".
توغل بري "قد يكون وشيكًا"
وتابع "أقول هنا للجنود الاحتياط والنظاميين: كل ما يجب القيام به سيتم، وهدفنا هو إعادة سكان الشمال (أكثر من 100 ألف نازح) إلى منازلهم".
واستطرد غالانت: "مستعدون لبذل كل جهد ممكن (...) وسنقوم بتفعيل كل ما هو ضروري، قواتكم والقوات الأخرى، من الجو والبحر والأرض".
من جهته، قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة لاحظت تمركزا للقوات إسرائيلية يشير إلى أن توغلا بريا في لبنان قد يكون وشيكا.
في المقابل، حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الإثنين من بيروت أسرائيل على "الامتناع عن أي توغل بري في لبنان"، داعيًا كلًا من إسرائيل وحزب الله إلى "وقف إطلاق النار"، فيما اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن وقف "العدوان" الإسرائيلي على البلاد يشكل "مدخلًا للحل".
وقال بارو خلال مؤتمر صحافي: "أحضّ إسرائيل على الامتناع عن أي توغل بري ووقف إطلاق النار، وأدعو حزب الله إلى القيام بالأمر نفسه أيضًا والامتناع عن أي فعل من شأنه زعزعة استقرار المنطقة".
وحثّ بارو وهو أول دبلوماسي يزور لبنان منذ تصعيد إسرائيل غاراتها على مناطق عدة في البلاد "جميع الأطراف" على "انتهاز الفرصة الآن" للقبول بمقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الأمم المتحدة، مضيفًا أنه "لا يزال مطروحًا على الطاولة، لا يزال هناك أمل، لكن لم يبق إلا القليل من الوقت".
القرار 1701
وفي وقت سابق، قال ميقاتي خلال استقباله بارو وفق بيان عن مكتبه إن "مدخل الحل هو في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والعودة إلى النداء الذي أطلقته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية لوقف اطلاق النار".
وتابع: "الأولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701" الذي أرسى وقفًا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب العام 2006 وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان. وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.
واعتبر الوزير الفرنسي من جهته على منصة "إكس" أن "ثمة حلولًا دبلوماسية" في لبنان، مضيفًا أن من بينها "وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي والإنساني وتنفيذ القرار 1701".
وشدد بعد لقائه ميقاتي على أن "فرنسا لا تزال إلى جانب لبنان".
ووصل وزير الخارجية الفرنسي مساء الأحد إلى بيروت التي استهدفتها غارة إسرائيلية للمرة الأولى منذ 2006، أدّت إلى استشهاد ثلاثة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.