تلجأ الكثيرات من النساء إلى إجراءات تجميلية غير جراحية، تعتمد خلالها على حقن مادتي البوتوكس والفيلر، اللتين أصبحتا الخيار الأكثر شيوعًا وطلبًا في الطب التجميلي، وذلك لإخفاء علامات التقدم في السن، أو لإصلاح بعض العيوب في الوجه.
وفيما يخفي البوتوكوس التجاعيد ويساعد على الحد من تعرق الوجه وغيره من الظواهر البدنية، يستخدم الفيلر لترطيب الجلد، وجعله أكثر نضارة، وتستخلص المادة الأولى من أحد أنواع البيكتريا وهي مادة بروتينية وعصبية تهدف إلى تقلص العضلات المسؤولة عن تعابير الوجه، فيما يُستخرج الفيلر من حامض الهايرولونيك، الذي يرطب الجلد ويحسن مرونته.
لكن ما لا تدركه الكثيرات، هو حجم التأثيرات السلبية الناجمة عن حقن هاتين المادتين، فالأطباء يؤكدون أن أحد الأعراض الجانبية للبوتوكس هو تدلي الجفون وجفاف العين وتمزق الأنسجة حولها، بحيث تصبح الحواجب غير متساوية، كما تصبح الابتسامة على جانب واحد من الفم.
أما الفيلر فينتج عنه نزف، وتورم واحمرار، في موضع الحقن، لكن ذلك يزول مع استخدام مضادات الالتهاب، في حين أن التأثيرات الأكثر خطوة تتمثل في ظهور تكتلات في مناطق الحقن، وعدم انتظام المظهر في المنطقة المحقونة. أم الحقن في مناطق الجبهة وحول العين، فقد يتسبب بسكتة دماغية وفق أطباء.
محاذير
وأشار الاستشاري في طب التجميل، والأمراض الجلدية، حسان العثمان، في حديث إلى "العربي" إلى أن المحاذير في استعمال المادتين تعتمد على العمر والوضع الصحي لمن يلجأ إلى تلك العمليات.
وأوضح العثمان أن البوتوكوس هو عبارة عن "سم يستخرج من بكتيريا" وهذه الأخيرة منتشرة بكثرة وتسمى بالـ"وشيقات"، وهو ما بات شائعًا في عالم التجميل، وكذلك الطب "العلاجي" سواء في الأمراض العصبية أو العينية، حتى في أمراض السمنة وحقن المعدة، موضحًا أن حقن البوتوكس يستهدف عضلات الوجه، لكن الأطباء يتجنبون استعماله بالطبع على "الحوامل والمرضعات".
وتحدث العثمان عن عملية "الحقن الخاطئ" ومحاذيرها على الحوامل، مشيرًا إلى أن المادتين قد تنتقلان إلى الطفل عند الحوامل عن طريق الدوران الدموي، رغم أن الفيلر قد يكون أكثر أمانًا من البوتوكس في الثلث الأخير من مرحلة الحمل.
كما شدد الاستشاري على ضرورة تزويد الأطباء بقائمة الأدوية التي يتناولها الشخص الذي يريد أن يخضع لعمليات الحقن بتلك المادتين.