شارك العشرات من الصحافيين التونسيين الخميس في العاصمة التونسية في فعالية للتنديد بـ"قمع" السلطات، متّهمين إياها بتوظيف القضاء للتضييق على الصحافيين ووسائل الإعلام.
واعتصم الصحافيون أمام مقر "النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين"، التي دعت للفعالية، ورددوا شعارات من قبيل "املأ السجون يا قضاء التعليمات" و"حريات حريات دولة البوليس انتهت".
واحتج المتظاهرون أيضًا على حكم الاستئناف الصادر بحق مراسل إذاعة "موزييك إف إم" الخاصة خليفة القاسمي، والقاضي بسجنه خمس سنوات لنشره معلومات أمنية.
وحوكم القاسمي بتهمة "إفشاء عمدًا إحدى المعلومات المتعلقة بعمليات الاعتراض أو الاختراق أو المراقبة السمعية البصرية أو المعطيات" على ما أفاد محاميه.
"تراجع واقع الحريات في تونس"
وقال نقيب الصحافيين مهدي الجلاصي في خطاب في التظاهرة: "هناك توجه واضح وصريح من السلطة نحو تكميم الأفواه ونحو التضييق أكثر ما يمكن على الصحافة وحرية التعبير".
وأضاف: "هي صيحة فزع أخرى على واقع الحريات وواقع المحاكمات التي يتعرض لها عدد كبير من الصحافيين والنقابيين والمدونين. اليوم آلة المحاكمات شملت الجميع". وبحسب الجلاصي، يُحاكم حوالي عشرين صحفيًا بسبب عملهم.
وأردف: "نخوض هذه المعركة مع كل أنصار الحرية في تونس، لن تكون الوقفة الأخيرة مادام هناك قمع وتضييق، وسنواصل النضال والعمل وسنظل صوتًا للمهمشين والمظلومين وأبناء الشعب".
وأوقفت الشرطة، الإثنين، الطالبَين ضياء نصير (26 عامًا) ويوسف شلبي (27 عاما) بعدما قاما بنشر أغنية ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد الشرطة وقانونًا لمكافحة تعاطي المخدرات، قبل أن يتم الإفراج عنهما اليوم الخميس.
وحذرت منظمات غير حكومية محلية ودولية الثلاثاء من "خطورة التوجه القمعي للسلطة الحالية".
وسبق للمنظمات الحقوقية أن انتقدت مرارًا "تراجع" الحريّات في تونس منذ تفرّد الرئيس قيس سعيد بالسلطات في البلاد اعتبارًا من يوليو/ تموز 2021.