أبدت شركة "دارك" الفرنسية الناشئة المتخصصة في "حماية الفضاء وأمنه"، رغبةً في تولّي "مسألة ضرورية" تتمثّل بتنظيف الفضاء الذي يرتفع فيه خطر تسجيل اصطدامات بسب المخلّفات الفضائية (نفايات الفضاء).
والمُخلّفات الفضائية هي عبارة عن أقمار اصطناعية قديمة ومركبات فضائية وأجزاء الصواريخ ناهيك عن الحطام المُتطاير من الكويكبات والنيازك.
وأوضح عالم الفضاء في مركز علم الفضاء والكواكب في جامعة نيويورك في أبو ظبي محمد عباس، في حديث سابق إلى "العربي"، أنّ النفايات الفضائية تشكل خطرًا على سكان الأرض، من خلال سقوط الصواريخ على مناطق مأهولة، أو اصطدامها بالأقمار الصناعية والمحطة الفضائية الدولية والمركبات الفضائية المسافرة من الأرض وإليها.
وقالت شركة "دارك" في بيان، إنّ الشركة تعتزم ترسيخ وجود لها في مطار بوردو-ميرينياك (جنوب غرب) عام 2024، رغبةً منها في إزالة المخلّفات الفضائية التي تحمل خطرًا على "البنى التحتية" الفضائية.
سيتولى روبوت التقاط المخلفات الفضائية
وترصد الوكالة الفضائية الأوروبية ما يزيد عن 36 ألف قطعة من الحطام يزيد حجمها عن 10 سنتيمترات، بالإضافة إلى ملايين من القطع الأخرى الأصغر حجمًا التي تدور حول الأرض.
وعام 2021، أسّس كل من كلايد لاهين وغيّوم أوفان اللذين عملا سابقًا في شركة "ام بي دي ايه" المصنّعة للصواريخ، الشركة الفرنسية.
وأوضح كلايد لاهين لوكالة "فرانس برس" أنّ "الكميات الكبيرة من الحطام الفضائي ليست المشكلة الوحيدة، إذ يكمن الخطر في وجود أجسام في الفضاء لا قدرة على التحكم بها".
ولجمع هذه المخلفات، ابتكرت الشركة نظامًا يتيح الوصول إلى أي نقطة من المدار السفلي في أقلّ من 24 ساعة، لسحب المُخلّفات الخطرة، وذلك من خلال صاروخ صغير يُثبّت فوق طائرة معدلّة، قبل أن ينفصل عنها عند الوصول على علو مرتفع، ويشعل محركاته ويتّجه نحو الفضاء.
وسيتولى روبوت التقاط المخلّفات الفضائية، ثمّ التخلّص منها في الغلاف الجوي عند نقطة نيمو الأبعد عن اليابسة.
ومن المرتقب إجراء أول تجربة عام 2028.
وفي يونيو/حزيران الماضي، وقّعت "دارك" عقدًا مع المركز الوطني للدراسات الفضائية (Cnes) لإجراء عملية محاكاة لمهمة سحب طارئة.
وأكّد كلايد لاهين أنّ اختيار مطار بوردو-ميرينياك يستجيب للمعايير الفنية ويتماشى مع نوعية حياة الموظفين المستقبليين في الشركة.
وحاليًا، تضمّ الشركة 23 موظفًا، لكنّها تعتزم على المدى البعيد توظيف 500 شخص لتولّي البحث والتطوير، والإنتاج، والصيانة، والعمليات الفضائية.