تنتشر في هذا الكون الشاسع المجرات والكواكب على مدى مليارات السنين الضوئية.
وبينما تظهر كواكب، يبتلع الثقب الأسود كواكب أخرى. ويحدث اصطدام كواكب تقترب من بعضها قوة انفجارية تعادل عشرات الآلاف من قوة انفجار نووي.
ولا يُعد كوكب الأرض استثناء؛ فالديناصورات اختفت قبل 66 مليون عام بعد اصطدام كويكب يبلغ قطره نحو 10 كيلومترات بالأرض.
إلى ذلك، لا يُعد تهديد النيازك والكويكبات لكوكب الأرض أمرًا جديدًا، فعلماء الفلك والفيزياء الفلكية يحذرون من خطرها الذي قد يهدد وجود البشرية في حال الاصطدام.
وعلى مدى السنين، اصطدم الحطام المتطاير بكوكب الأرض. وكان عام 1908 آخر مرة ضرب فيها نيزك يبلغ قطره 76 مترًا الأرض، وقد اصطدم حينها في سيبيريا ما أدى إلى فناء ملايين الأشجار والحيوانات.
وفي عام 1999 مر نيزك بقرب الأرض، وكان في ذلك الوقت يبعد فقط خُمس المسافة من القمر.
اختبار غير مسبوق
وفي حين يراقب العلماء آلاف الكويكبات ذات المدارات المعروف أنها تقترب من مسار الأرض حول الشمس، إلا أنهم ما زالوا لا يملكون الأدوات التي يحتاجونها للعثور على جميع الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطيرة بالجوار.
رغم نجاح #ناسا بتغيير مسار كوكب مجهول.. علماء الفضاء يحذرون من مخاطر تهدد البشر من الكويكبات الصغيرة ومخلفات الأقمار الصناعية #قضايا pic.twitter.com/Rw02ABY2DZ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 16, 2022
لكن في اختبار غير مسبوق يهدف لتعليم البشرية كيفية منع الأجسام الكونية من تدمير الحياة على الأرض، اصطدمت أخيرًا مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عمدًا بكويكب بهدف تحويل مساره وتقليل مدة دورانه حول كويكب أكبر منه لمدة 10 دقائق في الدورة الواحدة، والتي تأخذ 11 ساعة و55 دقيقة.
وبحسب موقع "آكسيوس"، يستخدم العلماء مجموعة متنوعة من التلسكوبات لاكتشاف الكويكبات والأجسام الأخرى القريبة من الأرض، ثم تتبّع مداراتها حول الشمس لمعرفة ما يشكل منها خطرًا على كوكب الأرض.
خطر النفايات الفضائية
ولا تُعد الكويكبات وحدها ما يشكل خطرًا على كوكب الأرض، فالنفايات الفضائية مثل الأقمار الاصطناعية القديمة تدخل الغلاف الجوي للأرض بشكل دوري، على الرغم من أن معظمها يمر دون أن يلاحظه أحد لأنه يحترق قبل وقت طويل من ارتطامه بالأرض.
أما الحطام الفضائي الأكبر مثل المركبات الفضائية وأجزاء الصواريخ فيشكل بدوره خطرًا على البشر والبنى التحتية على الأرض.
وفي عام 2020، استطاعت شبكة مراقبة الفضاء الأميركية تحديد 14 ألف قطعة من نفايات الفضاء يزيد حجمها عن 10 سنتم، بينما قدّرت وجود 200 ألف قطعة يتراوح حجمها بين 1 إلى 10 سنتم.
ويحتمل وجود ملايين القطع التي تصغر هذا الحجم منتشرة في المدار.
وأفادت دراسة صادرة عن شركة "آر أس كومبوننتس" البريطانية، المتخصصة بالإلكترونيات، بأن روسيا تأتي في قائمة الدول المتسببة بالمخلفات الفضائية، تليها الولايات المتحدة ثم الصين وفرنسا والهند.
بموازاة ذلك، يشعر العلماء بالقلق مع استمرار شركات الفضاء في إرسال مئات الأقمار الاصطناعية إلى مدار الأرض، لأن الضوء المنبعث من تلك الأقمار قد يجعل من الصعب العثور على كويكبات خطرة معينة بالقرب من الأرض.