على امتداد العقد الماضي، شهدت القارة الإفريقية سلسلة انقلابات استولى بموجبها العسكر على السلطة.
وكان لكل من مالي والسودان حصة كبيرة من هذه الانقلابات التي نستعرض أبرزها فيما يلي.
الغابون
في 30 أغسطس/ آب 2023، أعلن عسكريون "إنهاء النظام القائم" في الغابون بعيد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية السبت التي كرست فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة.
وفور إعلان فوز بونغو رسميًا بحصوله على 64,27 % من الأصوات ليل الثلاثاء الأربعاء، ظهرت مجموعة تضم نحو 12 عسكريًا عبر شاشة محطة "غابون 24" من القصر الرئاسي.
ومن بين هؤلاء العسكريين عناصر من الحرس الجمهوري المنوط حماية الرئاسة فضلا عن جنود من الجيش وعناصر من الشرطة. والضباط الأربعة الكبار هم اثنان من الحرس الجمهوري واثنان من الجيش.
النيجر
في يوليو/ تموز 2023، احتجز أفراد من الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم داخل قصره، وظهروا عبر التلفزيون الوطني، معلنين استيلاءهم على السلطة لإنهاء "الوضع الأمني المتدهور والحكم السيئ".
وفيما أعلن المجلس العسكري قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني رئيسًا جديدًا للدولة، لا تزال المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تحاول التفاوض مع قادة الانقلاب لإعادة النظام الدستوري إلى البلاد.
بوركينا فاسو
في يناير/كانون الثاني 2022، أطاح جيش بوركينا فاسو الرئيس روك كابوري، واتهمه بالفشل في احتواء عنف المتشددين الإسلاميين.
وتعهد قائد الانقلاب اللفتنانت كولونيل بول هنري داميبا باستعادة الأمن، لكنّ الهجمات تفاقمت، ممّا أدى لتآكل معنويات القوات المسلحة، وقاد إلى انقلاب ثانٍ في سبتمبر/أيلول 2022، عندما استولى رئيس المجلس العسكري الحالي الكابتن إبراهيم تراوري على السلطة.
السودان
شهد السودان في 11 أبريل/ نيسان 2019 إقالة الجيش لعمر البشير الذي كان يحكم البلاد منذ 30 عامًا، بعد أربعة أشهر من حركة احتجاج شعبية. وتم تشكيل مجلس انتقالي في أغسطس/ آب وتعيين رئيس وزراء مدني في سبتمبر/ أيلول.
مالي
وفي مالي، أطاح عسكريون بنظام أمادو توماني توري في 22 مارس/ آذار 2012. وقامت "لجنة وطنية للنهوض بالديمقراطية وإعادة بناء الدولة" برئاسة الكابتن أمادو هايا سانوغو بحل المؤسسات.
وفي 18 أغسطس/ آب 2020 أطيح بالرئيس ابراهيم أبو بكر كيتا بعد عدة أشهر من أزمة سياسية. وأدى الانقلاب العسكري إلى فرض عقوبات دولية، رفعت بعد تشكيل حكومة انتقالية في 5 أكتوبر/ تشرين الأول بهدف تسليم السلطة للمدنيين خلال 18 شهرًا.
وفي 24 مايو/ أيار 2021، اعتقل العسكريون الرئيس ورئيس الوزراء بعد تعيين حكومة انتقالية جديدة أثارت استياءهم. وتم تنصيب الكولونيل أسيمي غويتا في يونيو/ حزيران رئيسًا انتقاليًا.
وأكد الكولونيلات الماليون أولًا أنهم سيسلمون السلطة إلى المدنيين في مطلع عام 2022 لكنهم باتوا الآن يعبرون عن رغبتهم في إرجاء الانتخابات المقررة في 27 فبراير/ شباط. وتطالب مجموعة دول غرب إفريقيا بإجرائها في الوقت المحدد فيما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التأخر في تنظيم الانتخابات.
غينيا
وفي غينيا بيساو، أدّى انقلاب عسكري في 12 أبريل/ نيسان من عام 2012 إلى تعطيل العملية الانتخابية قبل أسبوعين من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وقام الانقلابيون بقيادة الجنرال أنطونيو اندجاي بخلع الرئيس بيرييرا ورئيس الوزراء جونيور.
كذلك أطاح انقلاب عسكري في 5 سبتمبر/ أيلول 2021 بالرئيس ألفا كوندي. وعد الانقلابيون بقيادة الكولونيل مامادي دومبويا باجراء "مشاورات" وطنية بهدف تحقيق انتقال سياسي يوكل إلى "حكومة وحدة وطنية".
مصر
وقام الجيش المصري في 3 يوليو/ تموز 2013 بعزل وتوقيف الرئيس محمد مرسي بعد تظاهرات ضخمة مطالبة برحيله بعد عام على انتخابه.
بوركينا فاسو
وفي بوركينا فاسو، وبعد أقل من سنة على سقوط بلايز كومباوري الذي أطاحت به انتفاضة شعبية، أطاح انقلاب بالرئيس ميشال كافاندو بقيادة وحدة نخبة من الجيش في 17 سبتمبر/ أيلول 2015. وأعيد إلى مهامه بعد أسبوع إثر اتفاق بين الجنود الموالين والانقلابيين.
زيمبابوي
في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 استقال رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، البالغ 93 عامًا والرئيس الأكبر سنًا في العالم، بدفع من الجيش وحزبه وضغط الشارع في ختام أسبوع من الأزمة، فيما كانت الجمعية الوطنية تبحث إقالته.
تشاد
أمّا في تشاد، فغداة وفاة الرئيس ادريس ديبي اتنو في 20 أبريل/ نيسان قام مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجل الرئيس الراحل محمد ادريس ديبي الذي كان آنذاك قائدًا للحرس الرئاسي، بحل الحكومة والجمعية الوطنية. ووعد بمؤسسات جديدة بعد انتخابات "حرة وديمقراطية" في غضون سنة ونصف السنة. ولم يستبعد الجنرال ديبي في الآونة الأخيرة تمديد الانتقال 18 شهرًا اذا لم يتم استيفاء "بعض الشروط".