تنكيل بالأسيرات الفلسطينيات في معتقلات الاحتلال.. تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب
تعاني الأسيرات الفلسطينيات في معتقل هشارون الإسرائيلي، حيث يتم التحقيق معهن قبل الانتقال إلى سجن الدامون، من ظروف غير إنسانية وانتهاكات، إذ تتعرض أكثر من 90 أسيرة فلسيطينية للتنكيل والاعتداءات انتقامًا بعد عملية طوفان الأقصى.
وفي هذا الصدد، قالت هناء كرامة، والدة الأسيرة الفلسطينية براءة كرامة، إن الأسيرات يبتن ليلتهن في معتقل هشارون الإسرائيلي في زنزانة قذرة مليئة بالبراز والبول لا تصلح إلا للحيوانات، وتوجد فيها كاميرات، فيما يبقى المرحاض مكشوفًا فلا جدار ولا فصل بين الغرف، ولا وجود لأي خصوصية.
من جانبه، يقول المحامي المتطوع في ملف الأسيرات حسن عبادي: إنه أكثر من انتقام "والانتقام كلمة هينة، إذ يعاقبون الأسيرات عقابًا كبيرًا".
وبراءة كرامة هي واحدة من الأسيرات اللاتي يتعرضن لانتهاكات جسيمة في معتقلات الاحتلال. لم يكن عمرها قد تجاوز الـ 18 عامًا عندما اعتقلها الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من 11 شهرًا، لتحرم من دراستها الجامعية.
وبعدما حُكم عليها بالسجن 4 أشهر تم تجديد الحبس 3 مرات حتى الآن. وتقول والدتها: "كأم أسيرة، مؤلم أن يتم اعتقالها كفتاة في منتصف الليل أمام أعيننا وأعين العائلة".
وأضافت: "كان مرعبًا أن يقتحموا البيت في تلك الساعة من الليل، بعد يوم من اعتقال والدها جمال كرامة".
محاكمة بلا تهمة
ووجدت براءة نفسها في عزلة تامة عن العالم الخارجي كحال بقية الأسيرات اللاتي حرمن من زيارة الأهل، بعد طوفان الأقصى فضلًا عن فرض تضييقات عدة.
وتشرح والدتها بشأن زيارات المحامين: "لا نعلم عنها سوى ما يصلنا عن طريق المحامي. حتى المحامي عندما يذهب للزيارة يمنع منعًا باتًا من أخذ أي رسالة مكتوبة من الأهل".
ويقول المحامي حسن عبادي: بعد 7 أكتوبر اختلف الوضع وقطع التواصل مع العالم الخارجي بشكل نهائي، وكذلك الزيارات.
وأردف: "بالنسبة للمحامين، كنت أزور 3 أسيرات في كل زيارة. أما اليوم فيمنع لقاء إلا أسيرة وحدة. وسابقًا كان بالإمكان تعيين موعد بين يوم وآخر، فيما يأخذ الأمر اليوم من أسبوع لأسبوعين أو ثلاثة".
وأغلب الأسيرات اللاتي اعتُقلن بعد السابع من أكتوبر يخضعن للاعتقال الإداري ويُحاكمن بلا تهمة.
تفتيش جماعي عار في سجون الاحتلال
ويضيف المحامي المتطوع: "قبل 7 أكتوبر كانت هناك تهم ولوائح اتهام، أما اليوم 95% من الأسيرات في الدامون أكبر تهمهن كتابة جملة على موقع فيسبوك".
وأخضع الاحتلال الإسرائيلي الأسيرات لممارسات مهينة على رأسها التفتيش العاري أثناء الاعتقال من المنزل، وخلال نقلهن إلى مراكز التحقيق والاعتقال وصولًا إلى سجن الدامون كما تعرضن للتهديد بالاغتصاب.
وتضيف والدة الأسيرة براءة: "وصلنا خبر بأنه تم اقتحام بعض غرف الأسيرات من قبل قوات المتسادا، حيث قاموا بتفتيش مهين للأسيرات. وكان ما يُسمى بالتفتيش العاري لبعض الغرف، وهو ما لم يحدث من قبل حسب ما وصلني".
ويشرح المحامي حسن عبادي أن الاحتلال همّش القانون منذ 7 أكتوبر؛ تفتيش جماعي عار وتهديد بالاغتصاب وكلها حالات موثقة.
إلى ذلك، تتعرض الأسيرات الفلسطينيات للضرب والإذلال والإهانة خلال عمليات التفتيش العاري، الذي يُخالف مواثيق القانون الإنساني الدولي.
وتشير والدة الأسيرة براءة في هذا الصدد إلى أن المجندة الإسرائيلية كانت تريد إجبار بعض الفتيات على النظر إلى زميلاتهن في الأسر خلال التفتيش العاري، متحدثة عن ضرب بعض الفتيات ضربًا قاسيًا جدًا من قبل مجندات. وأدت الأوضاع المأساوية في سجون الاحتلال إلى ظهور عدد من الأمراض، بينما تُعاني الأسيرات من الإهمال الطبي الذي تفاقم بعد عملية طوفان الأقصى.
وهذه الانتهاكات الحقوقية تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات في ظل صمت دولي عن التجاوزات الإسرائيلية وسط دعوات للإفراج عنهن.
وتختم والدة الأسيرة براءة بالحديث عن "تقصير كبير جدًا من الصليب الأحمر"، حيث تقول إنه "لا يتعاون ولا يتدخل بأي شيء"، وتسأل: "أين الأمم المتحدة ونفوذها في هذا الشأن؟. العالم لا يمارس أي ضغوط ولا يتخذ أي إجراءات".