تكتظ شوارع رفح بشكل كبير، في واقع يترجم حجم الكارثة الإنسانية التي فرضها العدوان الإسرائيلي المستمر والتي جعلت أسواق وشوارع المنطقة الأكثر اكتظاظًا في قطاع غزة.
فقد توافد إلى رفح من مخيمات المغازي والبريج والنصيرات ومختلف مناطق قطاع غزة، نازحون هاربون يطلبون الأمان لأطفالهم وعائلاتهم.
"لقد تعبنا"
وتقول إحدى النازحات لـ"العربي": "لقد تعبنا.. نطالب كل الدول المانحة والعربية والأجنبية بالوقوف إلى جانبنا قليلًا لأن أطفالنا تعبوا، ونحن تعبنا.. حياتنا صعبة للغاية".
وتتابع الغزاوية من داخل خيمتها متسائلةً: "ماذا يمكننا فعله بعد؟ نرى أولادنا يموتون من الحرب أو الجوع".
ويحيك النازحون على أعتاب رفح مدينة موازيةً من الخيام على طراز الحرب، تكسوها أغطية بيضاء أقيمت في مناطق مفتوحة وعلى الأرصفة وبين المباني.
كما أضحت أخبار المدينة تسابق ساكنيها للظفر برغيفٍ واحدٍ من الخبز، أو كمية قليلة من مياه الشرب، أو ما تأتي به المساعدات التي لا تكفي الكمّ الهائل من النازحين والمقدّرة أعدادهم بأكثر من مليون و300 ألف نسمة.
الحاجة أم الاختراع
ودفعت الأزمة الإنسانية الخانقة ببعض الفلسطينيين في قطاع غزة إلى التكيّف مع ظروف الحياة القاسية لتوفير احتياجاتهم اليومية، بينما يقول لسان حالهم "الحاجة أم الاختراع".
فيعمد بعض المواطنين في رفح الذين يعانون من نفاد الوقود إلى إضافة أو استبدال هذه المادة في محركاتهم، بزيت الطهي لتشغيل مركباتهم، وعلى رأسهم سائقو الأجرة الذين يعتمدون على هذه المهنة لإعالة عائلاتهم.
وصعّبت الكثافة السكانية الكبيرة، مهمة المنظمات الأممية لتوفير كميات أكبر من المساعدات التي تشهد تباطؤا وشحًا مستمرين، بسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تستخدم التجويع سلاحًا ضدّ الفلسطينيين.