فاقمت الأمطار الغزيرة الأوضاع الصعبة في قطاع غزة، وأبدى العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة قلقهم الشديد بشأن تدهور الوضع الصحي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
ورغم أن سكان قطاع غزة كانوا بحاجة للأمطار لتساهم في إطفاء عطشهم، وسد نقص مياه الخدمة في ظل قطع الاحتلال للماء عن القطاع، إلا أن الأمطار أغرقت خيامهم المترامية على أطراف المدن والمناطق الجنوبية، حيث تتفاقم المأساة هناك وسط البرد القارس والجوع، داخل خيام تعصف بها رياح فصل الشتاء.
"تفشي الأوبئة والأمراض"
وغمرت مياه السيول التي تجمّعت جراء تساقط الأمطار خلال الأيام الأخيرة، ملاجئ كثيرة غير مجهزة ومكتظة بالنازحين، واجتاحت المياه الخيام، فيما اقتلعت الرياح أخرى. كما حملت السيول بقايا النفايات المتراكمة.
وتشكل تلك العوامل ظروفًا مناسبة لانتشار الحشرات والفئران، وتفشي الأمراض والأوبئة، بحسب تحذيرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية.
فخلال الأيام الماضية، تم توثيق أكثر من 360 ألف حالة إصابة بأمراض معدية في الملاجئ. وفي ظل استمرار القصف، يمكن أن تكون الأعداد أكثر من ذلك، بحسب المنظمات الإنسانية.
وما يضاعف تلك الأوبئة تضرر بعض القبور التي تم حفرها على عجل، سواء في ساحة مجمع الشفاء الطبي شمالًا، أو في مقابر أخرى انتشرت في أحياء غزة المدمرة.
"كارثة صحية عامة"
وبينما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير سابق، أنّ القطاع يُواجه الآن كارثة صحية عامة بسبب انهيار نظامه الصحي وانتشار الأمراض، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز "إنّها بيئة مثالية للأوبئة وكارثة صحية عامة".
ومع دخول فصل الشتاء، زادت معاناة السكان في غزة الذين يعانون من البرد القارس، إذ ينامون في العراء، ويفتقرون إلى الوقود اللازم لتدفئة الخيم التي تؤويهم، وحتى الأخشاب التي كانوا يجمعونها من المباني المدمرة والتي نفدت هي الأخرى.